صدرت حديثًا مختارات للشاعر الكبير نزار قبّاني عن دار هاشيت أنطوان/نوفل من الشاعرة البحرينية بروين حبيب، والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي، وهي مجموعة منتقاة من شعره، منها كتاب «هيَ في قصائده»؛ جاء في التقديم: (غرف العرب من قصائد نزار قبّاني كلمات أغانٍ عشقوا وهاموا على وقعها. كلماتٌ تمتّعت بميزة السهل الممتنع، فكانت بسيطة بما يكفي لتحمل خفّة الحبّ وبهجته، وعميقة بما يكفي لتهدهد أوجاعه. كلمات ناجت المعشوقة وناشدت عطفها ونادت برفعتها كصنوٍ ومحورٍ وملجأ. كلمات نزار كرّست المرأة كإلهامٍ لا يندثر، كجمالٍ لا ينضب، كقيمةٍ لا غنى عنها، وكتجسيدٍ حيٍّ للرقّة والجمال. في هذه المجموعة باقة من قصائد نزار التي تتناول المرأة، قدّمت لها المطربة اللبنانيّة القديرة ماجدة الرومي. وهل أفضل منها خيارًا لتقديم قصائده التي غنّت بعضها، والتي قال عنها: «أحببت أفكارَها وصفاءَ ذهنها قبل أن أحبَّ صوتَها، تُشبهُني في أعماقي كثائر. تشعرُ بالكلمة وتفهمُها على نحوٍ لافت». «عاشق الكلمات» غرف العرب كلمات... ليست كالكلمات، من قصائد نزار قبّاني، وفيها وجدوا المعاني اللازمة للتعبير عن أحوالهم في العشق، الثورة، الأسى، والبهجة. كلمات نزار كثيرة وكثيفة ومتنوّعة، عشقها حين كتبها فعشقناها حين سمعنا. تقدّم لهذه المجموعة من قصائد نزار «عاشق الكلمات» الشاعرة البحرينيّة بروين حبيب، المتخصّصة في «كلماته»، هي الحاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في الأدب العربي والدراسة الأسلوبيّة في شعر نزار قبّاني من جامعة عين شمس في القاهرة. لمع عددٌ من قصائده بأصوات نخبةٍ من المطربين، من أمّ كلثوم إلى فيروز فماجدة الرومي فكاظم الساهر. شكّل نزار علامة فارقة في كلّ ما ألّف، ورغم المآسي الشخصيّة التي ألمّت به، بقيَ يحلم ويحبّ ويثور ويكتب حتى الرمق الأخير، تُوفّيَ في لندن عام 1998، ودُفنَ في مسقط رأسه دمشق.