أكد الأكاديمي المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط والإرهاب البروفسور الأميركي ادريان كالاميل بأن ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لا يعترفون بوقف اطلاق النار، بل يعتبرونها منحة لإعادة ترتيب اوراقهم وترتيب صفوفهم، وأضاف خلال الندوة التي نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بالتعاون مع المنتدى السويدي للحقوق والتنمية بعنوان "الهدنة الأممية بين خروقات الحوثي وصمت المجتمع الدولي" بأن اتفاقية الأممالمتحدة والمتمثلة في الهدنة تصب في صالح الحوثيين وطهران، فقد تم فتح مطار صنعاء وسمح للسفن النفط بالوصول إلى ميناء الحديدة فيما لم ينفذ الحوثي شيئا من بنودها، وتابع ادريان في حديثه بأن وقف إطلاق النار الذي طبقته الأممالمتحدة في أبريل من هذا العام والذي تم تمديده حتى أكتوبر معيب بشكل أساسي في إستراتيجيتها وأهدافها. وقال عن فك الحصار عن مدينة تعز بأنه لايزال الحوثيون متعنتين في فتح الطريق الذي هو شرط أساسي في بنود الهدنة الأممية رغم مرور أربعة اشهر منذ بداية الهدنة، مؤكداً بأن وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأممالمتحدة وفّر للحوثيين غطاءً لجلب بعض الدعم المادي اللازم لاستكمال سيطرتهم على اليمن لصالح نظام ملالي طهران، مشدداً على إن الولاياتالمتحدة لم تزل الحوثيين من قوائم الإرهاب استرضاء لإيران، وكانت العواقب وخيمة، مضيفا بأن تصرفات ايران في اليمن لا يدينها البيت الأبيض خوفاً من إفساد الصفقة التي يتم التفاوض عليها في فيينا. فيما قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل إن الاعتداءات الحوثية لم تتوقف بالصواريخ البالستية والطيران المسير على المواطنين وهذا مخالف لأهداف الهدنة التي نصت على وقف نزيف الدم اليمني، وتابع من الخروقات للهدنة الأممية استمرار الحوثي في نهب المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها وحرمان آلاف المستحقين والمستفيدين. وذكر عن وضع المعتقلين والمخفيين من قبل الحوثي، لا يزال متمسكا بالسرديات التعجيزية لعرقلة التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن جميع الاسرى والمختطفين، وأضاف بأن الهدنة الأممية شملت التخفيف من المعاناة الإنسانية، ووافقت الحكومة الشرعية على استئناف رحلات الطيران من مطار صنعاء غير أن الميليشيا منعت المسافرين من السفر وعممت قوائم بأسماء الممنوعين، كما إن الحكومة اليمنية سمحت بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، لكن الميليشيات سطت على إيرادات تلك السفن التي كان من المفترض ان تذهب إلى صرف مرتبات المواطنين. واعتبر إسماعيل تعنت الميليشيا في الانتهاكات بحق المواطنين تحدي واضح للمواثيق الدولية، بالإضافة إلى ماتقوم به من تجنيد للأطفال، وتغيير المناهج الدراسية واحتكار الوظيفة العامة لصالح اسر بعينها، مؤكداً إسماعيل بأن العالم يعرف أن الميليشيا هي أكبر المستفيدين من الهدنة الأممية، لأنها منحتهم التفرغ الكامل للتحشيد والسطو على أراضي الناس والتوجه لتصفية حساباتهم مع من يزعمون انهم أعداء محتملين. كما وأكد بأن المجتمع الدولي يتحرك لفرض الهدنة من منطلقات مخادعة تقفز على حقيقة السردية للصراع في اليمن، وأن المجتمع الدولي لا ينطلق من رغبة حقيقية لإنهاء الصراع في اليمن بل من اجل رعاية مصالحه في المنطقة، وفشل الهدنة ظهر منذ اللحظة الأولى لإعلانها بعد أن مارست الأممالمتحدة الضغط على طرف واحد وهو الحكومة الشرعية في حين لم تمارس أي ضغوطات على الجانب الاخر بحجة أنها ميليشيا ولا قدرة للمجتمع الدولي عليها. بدورها ذكرت رئيسة دائرة المنظمات والشؤون الإنسانية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية اليمنية فتحية المعمري بأنهم كانوا يتمنون أن تحقق الهدنة السلام في اليمن، لكن الجميع يعرف ان الميليشيا لم تلتزم باي اتفاقيات أو هدنة. وأكدت مقتل 81 شخصا جراء خروقات الحوثي، فيما أصيب اكثر من 331 جراء القصف على المدن السكنية خلال فترة الهدنة، وذكرت في حديثها عن خروقات الحوثي للهدنة بأن محافظة تعز سجلت 3769 خرقا لميليشيات الحوثي منذ بدء سريان الهدنة التي ترعاها الأممالمتحدة، حيث أسفرت عن استشهاد 18 شخصا، وإصابة 110 آخرين، وهذه فقط خلال فترتين من تمديد الهدنة، وفيما يتعلق بخروقات الهدنة خلال التمديد الثالث فقد بلغت تلك الخروقات 306 خروقات، وتنوعت بين استهداف مواقع عسكرية وأعيان مدنية بالمدافع والطيران المسير وغيرها من الأسلحة، وبينت بأن الميليشيا لازالت تماطل في تنفيذ أهم هدف من بنود الهدنة وهو فك الحصار عن مدينة تعز، فيما سمحت الحكومة باستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء، وكذلك وصول المشتقات النفطية إلي ميناء الحديدة. أما محافظة الحديدة ارتكبت الميليشيا خلال الأيام الماضية أكثر من 178 خرقا تصيب مديرية حيس، منها 121 خرقا اسفرت عن إصابة العديد من المواطنين، كما أعلنت فتحية المعمري عن تجاوز خروقات الحوثي في محافظة الحديدة أكثر من 4000 آلاف خرق حسب إحصائية فريق الرصد الحكومية سقط على اثرها العديد من المواطنين. من جانبها أوضحت رئيسة منظمة العهد للتنمية والحقوق دنيا شبوطي بأن الهدنة الأممية فتحت نافذة أمل أمام اليمنيين، وأن الشعب اليمني يتطلع بفارغ الصبر إلى التوصل إلى هدنة سلام تكون بمثابة بداية فعلية على أرض الواقع لطي صفحة الحرب والصراعات وبدء صفحة جديدة من السلام والوفاق بين الأطراف اليمنية، وأكدت بأن الهدنة توفر فرصة كبيرة لتخفيف المعاناة الإنسانية، خصوصاً في ظل التقارير الأممية القاتمة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، وقالت: "ميليشيا الحوثي تسببت بحربها على الشعب اليمني وفق ما أعلنت عنه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 25.5 مليون يمني باتوا يعيشون تحت خط الفقر جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمان سنوات، واعتبرت شبوطي هذه الفرصة التي تتيحها الهدنة الحالية، بحاجة إلى إرادة سياسية من الجميع، لتحويلها فرصة حقيقية لإحلال السلام وضمان مشاركة الجميع في بناء اليمن الجديد". وأضافت "الميليشيا خيبت آمال اليمنيين واثبتت عدم جديتها في العمل على إحلال سلام دائم"، واكدت ان الميليشيا تعتبر الهدنة محطة تزويد لاستمرارها في حربها ضد اليمنين، والمتاجرة بالملف الإنساني وابتزاز المجتمع الدولي بذلك. إلى ذلك أكدت رئيسة الائتلاف اليمني للنساء المستقلات اليمنية د. وسام باسندوة بأن المجتمع الدولي بات يدرك خطورة الميليشيا وتهديداته للأمن والسلم الدوليين. وكشفت باسندوة عن تجربتها من خلال اللقاءات التي عقدتها مع البرلمانيين والأوروبيين وأعضاء الكونغرس الأميركي ومسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية أنهم أصبحوا على قناعة تامة بخطورة الميليشيا، وأن تصنيف هذه الجماعة في قوائم الإرهاب العالمي اصبح امراً لا بد منه نظرا لعلاقتها مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني المصنفين كمنظمات إرهابية. وأضافت بأن المجتمع الدولي لا ينكر حق اليمنيين في الدفاع عن انفسهم، وأن اليمنيين مقتنعين بعدالة قضيتهم وأن جرائم الميليشيا لن تسقط بالتقادم. وعن نجاح الهدنة الأممية قالت باسندوة: "الهدنة اثبتت فشلها في اول امتحان لها لأنها لم تستطع فتح طريق إلى مدينة تعز المحاصرة منذ ثمان سنوات". كما طالبت المجتمع الدولي بفرض مزيداً من الضغوط على الطرف المعرقل لتنفيذ بنود الهدنة الأممية.