ليس هناك رأيان أن تمديد الهدنة مجددا في اليمن، سيمنح زخماً مطلوباً للعملية السياسية، ولتعضيد المفاوضات كطريق وحيد لمعالجة الأزمة اليمنية على نحو شامل، توطئةً لإحلال السلام والأمن والاستقرار في اليمن، خصوصا ان الأطراف اليمنية وافقت على تمديدها لشهرين إضافيين والتي اعلنت عنها الاممالمتحدة وفقاً للشروط نفسها. الهدنة التي أسعدت ملايين اليمنيين استطاعت إسكات آلة الحرب التي اوقدها الحوثي ستدفع بالسلام إلى الأمام، ومع حالة التفاؤل الكبير الذي صنعته الهدنة المتجددة على صعيد ردود الفعل الدولية التي تقدمها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خصوصا أن الأيام الماضية شهدت انخراطاً أميركياً سعوديا مباشراً في جهود تمديد الهدنة وقال بايدن إن "تمديد الهدنة في اليمن خطوة مهمة". وكشف الرئيس الأميركي أن "تمديد هدنة اليمن كان موضوعا رئيسا في المباحثات مع القيادة السعودية" خلال الزيارة الأخيرة. ووجه بايدن الشكر إلى القيادة السعودية "على التزامها بالمباحثات التي أفضت إلى تمديد هدنة اليمن". يبرز سؤال الشارع اليمني عن النتائج المترتبة على الهدنة وما حققته على الأرض في هذا الجانب حيث يؤكد المراقبون أن تجديد اتفاق الهدنة الأممية والترحيب الواسع من العديد من دول العالم أعطاها زخما كبيرا خصوصا المملكة التي اعتبرتها خطوة مهمة لإحلال السلام مؤكدة أهمية فتح المعابر الإنسانية في تعز. وثمنت المملكة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في تعزيز الالتزام بالهدنة التي ترعاها الأممالمتحدة، وذلك تماشيًا مع مبادرة السعودية المعلنة في مارس 2021 لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل. موقف المملكة من اليمن كان راسخا وثابتا وداعما لكل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني كون الهدنة تهدف في المقام الأول إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، فضلا عن ضرورة التزام الحوثيين ببنود الهدنة الحالية وسرعة فتح المعابر في تعز لتخفيف المعاناة الإنسانية في تعز، وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين. وكانت الهدنة الاولى دخلت حيز التنفيذ في 2 إبريل، ونصت على رحلات تجارية عبر مطار صنعاء وتدفق الوقود عبر ميناء الحديدة ورفع حصار تعز، لكن هذا البند الأخير يصطدم بتعنت ميليشيات الحوثي. وقادت واشنطن والاتحاد الأوروبي حراكا دوليا فعالا لدعم جهود المبعوث الأممي لتمديد الهدنة باليمن، والذي وافقت عليها الحكومة اليمنية فيما احتاجت ميليشيات الحوثي لضغوط للموافقة بعد تعنت. ولقد تجاوبت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية والأطراف اليمنية مع الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة التي أعلنت عنها المملكة في مارس 2021م لإنهاء الأزمة في اليمن عبر تسوية سلمية شاملة، داعية إلى التطبيق الكامل لبنود الهدنة من خلال فتح المعابر الإنسانية في تعز، وتسهيل تنقل ملايين المدنيين والسلع الأساسية عبر الموانئ البحرية والجوية. والمطلوب من المجتمع الدولي دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وصولاً إلى حل سياسي شامل ومستدام للأزمة اليمنية، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، بما يلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه الشقيق ويُلبي تطلعاته في الأمن والسلام. وكانت الأممالمتحدة، أعلنت مساء امس الاول تمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين بعد نصف ساعة من انتهاء فترة الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 إبريل الماضي وجددت للمرة الثانية في 2 يونيو الماضي. وتعتبر الهدنة الحالية أطول فترة من الهدوء النسبي في اليمن خلال أكثر من 7 أعوام، وقدمت فوائد ملموسة لليمنيين و العمل بشكل عاجل نحو التنفيذ الكامل لجميع بنودها بما فيه أولوية فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى فضلا عن أهمية اتخاذ الأطراف اليمنية خطوات إضافية للاستفادة من الإمكانات الكاملة للهدنة. وعلى قيادات ميليشيات الحوثي، الفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء، وميناء الحديدة، وصرف مرتبات كافة الموظفين من إيرادات النفط والغاز. وبحسب سياسيين يمنيين إنه على الحوثيين عدم تبني نصرا وهميا وبالتالي عليهم صرف المرتبات وخفض الأسعار وإيقاف الإيرادات والجبايات والضرائب والرسوم في المدارس والجامعات وعليهم تحمل المسؤولية كاملة". وعن المقترح الأممي الجديد والموسع، فان ذلك سيتيح هدنة أطول مدتها 6 شهور ويتضمن رحلات وترتيبات مقترحة للمرتبات لكن هذا المقترح الموسع لازال مطروح للتفاوض. الحكومة اليمنية من جهتها رحبت بإعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة لشهرين إضافيين وفق البنود السابقة. وذكّرت بأن "الهدف الرئيس للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية وتسهيل حرية حركة المدنيين وحركة السلع والخدمات الإنسانية والتجارية في كل أرجاء اليمن، وهو ما تحقق فيما يتصل بتسهيل السفر عبر مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية عبر موانئ الحديدة، إلا أن الحصار لا يزال مفروضاً على مدينة تعز ولا يزال 4 ملايين نسمة من أبنائها يعانون ويل العقاب الوحشي الذي تفرضه الميليشيات الحوثية في انتظار تحقيق وعود الهدنة رغم مرور أربعة أشهر منذ سريانها".