عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة «نيوم» بتاريخ 10 يناير 2021م مشروع مدينة «ذا لاين» كان ذلك إيذاناً ببدء مرحلة نوعية ونقلة جديدة لمفهوم التطوير الحضري، وما ينبغي أن يكون عليه المستقبل من ناحية المدن، عبر تقديم أنموذج عالمي رائد تتحقق من خلاله الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة. مؤخراً أعلن سموه عرّاب الرؤية والحريص على تحقيقها، ويعاضده في ذلك شعب عظيم متيقن بكل ما يتطلع إليه سموه من أهداف، أعلن عن التصاميم النهائية لمشروع مدينة «ذا لاين» الذي يأتي انعكاساً للتنمية الحضرية المستدامة، وبما يعطي الحياة الهانئة الصحية الفارهة للإنسان. عندما شاهدنا إعلان اعتماد المخططات، جزمنا بأن ولي العهد مستمر في إرساء مبدأ أن نحلم وأن تكون طموحاتنا تعانق السماء، ولمسنا من وسائل الإعلام الخارجية التشكيك في تحقيق ذلك وفي حالة من الدهشة والاستغراب وعدم التصديق بأن المشروع سينفذ، والذي تم مقابلتها بوصول عدد من المعدات والمهندسين الصينين التابعين لإحدى الشركات إلى نيوم من أجل أعمال حفر الأساسات، وصب الخرسانة، وفحص الأكوام المصبوبة في مدينة ذا لاين. كما تم افتتاح المعرض الخاص بالمشروع في محافظة جدة، والذي اطلع الجمهور من خلاله على التصاميم التفصيلية، وشاهدوا العروض المعمارية والهندسية لمدينة المستقبل المبتكرة «ذا لاين». إن ما شاهدناه شيء يدعو للاعتزاز والفخر والتفاؤل بالغد المشرق المميز لأبناء هذا الوطن العظيم والعالم أجمع بما يوفره هذا المشروع من نقلة نوعية عبر الرقمية والذكاء الصناعي والحفاظ على كوكب الأرض والمناخ والاقتصاد الوطني من ما يستند عليه من نظرة شاملة لكل ما من شأنه تحقيق كافة طموحات الناس عبر سبل الراحة والرفاه ذات المستوى العالي. إن ما رأيناه هو شيء خارج المساحات المعقولة لكثير ممن يعيشون خارج الزمن، أما أمير الرؤية 2030 وخلفه شعب ليس كلمة المستحيل في قاموسه، فهذا أمر قد وقع بالفعل في الوجدان وتحت أنامل خبراء المشاريع ومستشاريها ومهندسيها، ولم يتبق إلا أن يصبح واقعاً معاشاً على أرضية « نيوم « المجيدة، وبصمة سعودية جديدة لعمارة الأرض، وإثبات عبقرية سيد الخلائق الإنسان، ولن يستطيع أي كائن كان أن يقف في طريق نجاحه، كما أكد على ذلك أمير الرؤية عند الإطلاق. بقوله: «هناك العديد من الناس الذين يريدون إفشال «رؤية 2030»، ولكنهم لن يستطيعوا المساس به، ولن يفشل أبداً، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله». إن الجمل والعبارات لتقف عاجزة عن وصف هذا المشروع وما تم في تصاميمه النهائية، وإن الأفئدة لتشع بهجة أيما بهجة بمشاهدة هذا المشروع العملاق الذي يعتبر قفزة سعودية ثورية في التخطيط العمراني على مستوى دول العالم، وسيجعل من وطننا وجهة ينتظرها محبو الاستطلاع والاستكشاف والمغامرة.