حين كشف سمو ولي العهد عن مدينة نيوم، في مؤتمر عالمي عقد في الرياض عام 2017، وحضره أكثر من 3500 من صفوة رجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين لكبريات الشركات العالمية، تحدث الأمير الشاب محمد بن سلمان عن "إعادة" المملكة إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم مثلما كان الأمر قبل 30 عاماً. وخاطب سموه المستثمرين الدوليين قائلاً "نريد أن نحيا حياة طبيعية يترجم فيها ديننا إلى قيم التسامح والتعاطف، إن 70 في المئة من الشعب السعودي تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة". ولي العهد وصف حينها مدينة "نيوم"، التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار بمدينة الحالمين، واليوم تقود نيوم فريقاً من نخبة العقول لتقديم فكرة سمو ولي العهد إلى العالم، حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة نيوم أمس، عن تصاميم مدينة "ذا لاين" قائلاً "عند إطلاقنا ذا لاين، وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيس، واليوم "ذا لاين" تحقق مثالية العيش وتعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية. وفي يناير الماضي قدم ولي العهد ذا لاين، كمدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95 % من الطبيعة في أراضي نيوم؛ صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية، هذه المدينة التي ستغير شكل المدن الحديثة، وتقوم بنقل المملكة نقلة نوعية في كافة المجالات. وكان سموه قد أطلق الفكرة والرؤية الأولية للمدينة التي تعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل. ويتمحور مشروع ذا لاين حول الإنسان، وتمثل نموذجاً عالمياً رائداً يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة ويعكس اهتمام ولي العهد بالإعلان عن تصاميم "ذا لاين"، الدعم اللامحدود لصناعة المستقبل الجديد خصوصاً أن مشروع "ذا لاين" يتوافق مع رؤية 2030، ويقدم نموذجاً عالمياً لمواجهة تحديات التغير المناخي والتدهور البيئي والزحف العمراني. وتمثل ذا لاين مستقبل المعيشة الحضرية وتضع الحياة في مقدمة أولوياتها كونها مدينة رقمية بالكامل تعتمد على الذكاء الصناعي وتتبنى الأفكار والتقنيات الجديدة للارتقاء بجودة الحياة وتجمع نيوم نخبة من ألمع العقول العالمية لتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس يسهم في التنمية تحيط الطبيعة بمرافق "ذا لاين" مما يجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة. وتأتي تصاميم مدينة "ذا لاين"، انعكاساً لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 % من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 %، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلاً من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية. وينظر إلى "نيوم" كنوع جديد من المستقبل يصنع في مكان بكر على الأرض بلا مثيل سابق عليه. وسوف تكون "نيوم" محطة تاريخية للحياة المستدامة المنفذة على نطاق لا مثيل سابق له. ومن نيوم ستوجد الحلول الجذرية لتعيد الشراكة والتعاون بين الأقطاب المتنافسة وتقدم للبيئة والبشرية حلولاً تقودها التقنيات الحديثة التي نملكها ونتشارك فيها. فقيادة هذا العالم القديم تتم بتلمس احتياجاته وإنقاذه، وستتصل نيوم بالعالم بمراكز تصل بإسهاماتها لجميع الأوطان والآفاق فلا يبقى على هذه الأرض موقع إلا وتجد فيه بصمة وإشراقة أمل مصدرهما نيوم. نيوم مشروع سعودي يبني أفضل منطقة اقتصادية بالشرق الأوسط لاستغلال طاقة الرياح، واستغلال وجود الشمس بصورة مكثفة لإنتاج الكهرباء والطاقة، ونحو 200 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط بجانب موارد عالية من الغاز. ويبقى المشروع يبني شيئاً أعظم من سور الصين العظيم، لكن على إيقاع إبداعات معرفية فريدة واختراعات وتكثيف التكنولوجيا بشيء مميز وخارق للعادة.. مدينة الحالمين المبدعين تحول حقيقي في اتجاه المستقبل للذين يرسمون خرائط المدن في أدمغتهم ويحاكون واقعاً لا يعرفه معظم البشر إلا من خلال الإحساس به. وهكذا جاءت مبادرة ولي العهد لتحاكي واقعاً وطموحاً وإبداعاً للشباب السعودي بتلبية مكنوناتهم وبصورة جديدة بتفجير طاقاتهم الإبداعية والاختراعية في ظل الحاجة إلى الاستدامة، لتكون مدينة نيوم مدينة يؤمها الحالمون الكبار، ويذللون كل حلم صعب إلى واقع ملموس، ولتتفتح أدمغتهم وأحلامهم، لترفد المجتمع العربي والسعودي، بشكل خاص بنخبة فريدة من الشباب المميزين والقادرين على التميز والإبداع.