تشرفت بدعوة لحضور مناسبة وطنية عظيمة شرفها مكاناً وزماناً حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ولي العهد رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، والتي أعلن من خلالها سموه الكريم عن إطلاق مشروع مدينة "ذا لاين" في نيوم، والذي يُعد نموذجاً فريداً من حيث النوع ودقة التصميم، لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخططاً يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة. وقد قدم سموه للحضور، شرحا كافيا ووافيا عن تفاصيل المشروع سواء من خلال شرحه المباشر أم من خلال الرد على استفسارات الحضور بشفافية تامة وسعة الصدر المعهودة عن سموه، حيث أوضح سموه، أن المشروع الذي يمتد على مسافة 170 كيلو متر، يتطلب لحجم استثمارات بالمرحلة الأولى تبلغ 1.2 ترليون ريال حتى عام 2030، وسيكون هناك دعم حكومي بقيمة 200 إلى 300 مليار ريال، ما يعني أن هناك استثمارا من صندوق الاستثمارات يبلغ نحو 500 مليار ريال. كما اعتقد سموه أن العائد الداخلي للمشروع سيكون ما بين 9 - 16 %، وتوقع كذلك في الغالب أن يتم طرح نيوم للاكتتاب العام في 2024، والذي بدوره سيحقق دعما كبيرا جدا للسوق ليصبح ترتيبه الثالث على مستوى العالم، وبالنسبة لمساهمات صندوق الاستثمارات، فسوف يستثمر 600 مليار ريال وال 600 مليار الأخرى ستأتي من الصناديق السيادية، والاكتتاب العام، والقطاع الخاص العالمي، موضحاً أن ذلك هو التحدي الأخير الذي سنتجاوزه خلال السنتين القادمتين. وأوضح سموه أن جميع شركات الصندوق سوف يتم طرحها في نهاية المطاف بالسوق. إن الجميل في الأمر على جانب السوق المالي، وبالتحديد سوق الأسهم السعودي، إن نيوم ستضيف ترليون ريال لقيمة السوق، ما سيعزز من مقدرات وقيمة السوق. وأوضح سموه، أن من أحد المستهدفات لبناء نيوم وغيرها، هي الرغبة في الوصول بسكان السعودية إلى 50 - 60 مليون نسمة (25 مليون سعودي 25 مليون وافد). تصريحات سمو ولي العهد حظيت باهتمام كبير من جميع الأوساط العالمية، لما تركته من انطباع إيجابي جدا لجهود الحكومة السعودية تحت مظلة عراب رؤية المملكة 2030 بأن يصبح اقتصاد المملكة أكثر تنوعا ومحركا للعديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، مثل السياحة، والصناعات التحويلية والتعدين وفي مجال التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات، تجدر الإشارة إلى أن المشروع، سيضم في محيطه الرائع والجميل مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد تلك المسافة، ضمن مكان صديق للبيئة خالٍ من الضوضاء والتلوث، وكذلك خالٍ من المركبات والازدحام، مما يؤكد استجابة المشروع بشكلٍ مباشر لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تكاثر البشرية وتقدمها المرتبط بالمحافظة على الصحة العامة الخالية من الأمراض التي يتسبب فيها التلوث، وليس ذلك فحسب، حيث إن "ذا لاين"، بتصميمه الرائع والفريد، سيتعامل مع تهالك البنية التحتية وإشكالية الزحف السكاني، التي عادة ما تسبب في مشكلات بيئية وحياتية بما في ذلك معيشية لا حصر لها. كما وتجدر الإشارة إلى أن المشروع، يهدف إلى توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار أميركي) إلى الناتج المحلي بحلول عام 2030 إن الجميل برأيي في مشروع ذا لاين أنه يترجم مفهوم المدينة الحضارية المليونية بوجهها الذكي والتقني الذي يحاكي المستقبل، وبالذات في المحافظة توازن ومستقبل البيئة والطبيعة، حيث سيتم المحافظة على 95 % من الطبيعة سواء في أراضي نيوم أم في مشروع ذا لاين، باعتبارهما يتمتعان بصفر سيارات، وصفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية، كما تمكين الساكن بقضاء احتياجاته في غضون 5 دقائق سيراً على الأقدام، سيسهل من عملية التنقل السريع والأسهل، حيث أيضا من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في "ذا لاين" 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان. وما زادني أيضاً من الشرف العظيم بحضور المناسبة الوطنية النوعية في تفاصيلها ودقة إنجازها، مشيئة القدر الجميل لي أن أتشرف بحديث جانبي مع سموه الكريم بحضور معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية لمدة تجاوزت العشر دقائق، ورغم قصر المدة، إلا أنها بكل أمانة وصدق أبهرني الحديث مع سموه بالجمال الإنساني الذي يتمتع به، وليس ذلك فحسب، وإنما كذلك بما يتمتع به من قدرات إدارية فذه، تبعث إلى النفس بالاطمئنان بأن مشروع نيوم، ومشروع ذا لاين، وغيرها من المشروعات العملاقة التي تتبنى تنفيذها الحكومة السعودية، منذ انطلاقة رؤيتها المباركة في شهر إبريل 2016، أنها ليست مجرد أقوال وأحلام، بل ترجمة حقيقة وواقعية لأفعال مستقبلية مشرقة لمملكتنا الحبية. بارك الله في سموه وفي جهوده العظيمة الرامية إلى الارتقاء بالمستقبل الحضاري لبلادنا العظيمة، تحت رؤية طموحة سقفها وحدودها عنان السماء، سائلاً المولى العلي القدير، أن يحفظ لنا بلادنا من كل شر وسوء، وأن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة، لتستمر المملكة في التقدم والازدهار والنمو المطرد، لما هو في صالح الوطن والمواطن على حدٍ سواء.