ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيقوم بأوّل جولة خارجية له منذ جائحة وباء كوفيد - 19 ومن المقرر أن تشمل قمة ثنائية مع الرئيس الأميركي جو بايدن. ويعمل فريق بايدن منذ أشهر على تنظيم اجتماع شخصي بين الزعيمان الأميركي والصيني لخفض التوترات بين البلدين، خاصة فيما يتعلّق بالخلافات حول تايوان والملفات التجارية. ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان على هامش قمة مجموعة العشرين في نوفمبر المقبل والتي تعقد في إندونيسيا. وكان الزعيمان الأميركي والصيني قد ناقشا اللقاء المحتمل خلال مكالمة استمرت أكثر من ساعتين في 28 يوليو المنصرم، حيث ركّزت المحادثات على زيارة زعيمة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان. وضمن سلسلة من الخطوات التي اتّخذتها إدارة بايدن لخفض التصعيد مع بكين بعد زيارة بيلوسي إلى تايوان، قالت كيريت كامبل، مساعدة وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي، أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان ولا تزال متمسّكة بمبدأ صين واحدة. وأضافت كامبل "نتوقّع أن تستمر الحملة الصينية في التصعيد ضد تايوان لعدة أسابيع وأشهر قادمة إذ نعتقد ان الضغوطات الصينية على تايوان لم تنته بعد". وأشارت إلى أن هدف بكين هو إضعاف تايوان وإجبارها على الاستسلام بعد تقويض قدرتها على الصمود. من ناحيته يقول أليكس وانغ، الباحث في الشؤون الآسيوية في معهد هادسون الأميركي ل"الرياض" أن محاولات التهدئة بعد زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان قد لا تنجح، إذ تتصاعد اليوم عزيمة وقدرة الصين على التصعيد والتفكير بجدية في استعادة تايوان وإن كان تدريجياً وبشكل مدروس ومحسوب أكثر من طريقة الرئيس بوتين في غزو أوكرانيا. وأضاف "زيارة بيلوسي إلى تايوان فتحت الباب على رابع أزمة أميركية - صينية من هذا النوع منذ أن زار سلفها نيوت غينغريتش تايوان في عام 1997، وبما أن الظروف الدولية وقدرات الصين وظروفها الداخلية تختلف اليوم فقد نكون على وشك الدخول في حقبة خطيرة من الصراع بين الصين وأميركا". ويشير وانغ إلى أن التهدئة الأميركية لا تعني أن واشنطن ستخفف من التصعيد على الأرض، حيث رأينا إدارة بايدن تتعهّد بمواصلة إبحار السفن الحربية الأميركية عبر مضيق تايوان والقيام بعمليات جوية في المنطقة رداً على التدريبات العسكرية الصينية وذلك بسبب المتطلبات السياسي داخل أميركا والتي تتطلّب من إدارة بايدن أيضاً إلى عدم التراجع. ويفيد وانغ بأن الصين لم تكن بالضرورة تنتظر زيارة نانسي بيلوسي للانطلاق بمرحلة جديدة من التصعيد مع تايوان، فالرئيس شي جين بينغ أظهر رغبة جدية في توحيد البلاد بعد أن سيطر على هونك كونغ، ما يعني أنه سيقوم باتخاذ خطوة مماثلة في تايوان حين تتوفّر الظروف وتستدعي الحاجة. وكانت الحكومة الصينية قد نشرت الأربعاء بياناً يشير إلى رغبة بكين بتوحيد البلاد بالطرق السلمية مع الاحتفاظ بجميع الخيارات على الطاولة. كما أعلن البيان الصيني عن عزم بكين الاستمرار بنشاطاتها العسكرية المنتظمة حول تايوان. من جانبه قال جوزيف وو، وزير خارجية تايوان، الأسبوع الماضي، أن بلاده تعتقد بأن الصين تحاول استعادة تايوان بشكل تدريجي وتغيير الوضع الراهن على المدى البعيد. وبدأت التدريبات الصينية المكثفة حول تايوان بعد أسابيع من تقييم استخباراتي أميركي جديد خلص إلى أن الرئيس شي يحاول التحرك ضد الجزيرة في غضون العام ونصف، بينما تستمر واشنطن بتزويد تايوان بأسلحة أثبتت فعاليتها ضد القوات الروسية أثناء الغزو لأوكرانيا. ويرى الباحث وانغ أن التهديدات الصينية المتصاعدة لتايوان تزيد من حدة المواقف في الكونغرس الأميركي ضد الصين، ليصبح الضغط على الصين واحد من ملفات قليلة يتّفق عليها الحزبان، وهو ما يقلل من إمكانية تفاهم إدارة بايدن مع بكين رغم محاولات الدبلوماسيين.