تشهد المملكة العربية السعودية تسارعاً في استخدام مجموعة واسعة من أنظمة الدفع الرقمية في ظل توافر البنية التحتية المتقدمة والتكنولوجيا اللازمة لدعم نظم المدفوعات، وذلك وفقاً لنتائج مؤشر ماستركارد للمدفوعات الجديدة 2022. وكشف المؤشر عن تنامي معرفة المستهلكين في المملكة بحلول المدفوعات الجديدة على غرار العملات المشفرة، والبطاقات الرقمية، وحلول المصادقة البيومترية، وخدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً"، والخدمات المصرفية المفتوحة، واستخدامهم المتزايد والنشط لهذه التقنيات في حياتهم اليومية. ووفقاً لمؤشر المدفوعات الجديدة 2022 من ماستركارد، استخدم 89% من الأفراد في المملكة العربية السعودية طريقة دفع جديدة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، ولجأ 42% منهم إلى الهواتف المحمولة لإجراء عمليات الدفع اللاتلامسية، واستخدم 31% تطبيقات تحويل الأموال الرقمية، بينما اختار 21% خطط سداد خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً". ويعمد المستهلكون بشكل متزايد إلى إجراء عمليات الشراء بطرق متنوعة، تشمل الاعتماد على المساعد الصوتي وتطبيقات التواصل الاجتماعي. تزايد استخدام المدفوعات الرقمية، وانخفاض استخدام النقد بالرغم من أن طرق الدفع التقليدية ما تزال تتمتع بجاذبية لدى قطاعات من المستهلكين، أشار 30% من المستهلكين في المملكة إلى انخفاض استخدامهم لطرق الدفع النقدي خلال العام الماضي. بالمقابل، أفاد 69% من هؤلاء المستخدمين (مقارنة ب 61% على مستوى العالم) بزيادة استخدامهم لطريقة دفع رقمية جديدة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، بما في ذلك البطاقات الرقمية، ومدفوعات الرسائل القصيرة، وتطبيقات تحويل الأموال الرقمية، وخدمات الدفع الفوري. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه لدى المستهلكين نظراً لتوافر عنصري الراحة والأمان الأساسيان لتسريع تبني هذه الحلول. وأكدت نتائج المؤشر أن درجة الأمان تشكل أولوية لدى المستهلكين عند تحديد نظام الدفع الذي ينبغي استخدامه، وذلك على مستوى المملكة والعالم (36%). ويشغل عاملا الأمان والمكافآت المرتبة الأولى في اعتبارات المستهلكين في المملكة، تليه العروض الترويجية وسهولة الاستخدام. ونظراً لتزايد الاهتمام بقضايا الاستدامة ودورها الرئيس في تحريك اقتصاد المنطقة، قال 30% من المستهلكين في المملكة أنهم يأخذون الفوائد الاجتماعية والبيئية في الحسبان أيضاً عند تحديد نظام الدفع الذي يفضلونه. وتعليقاً على نتائج المؤشر، قالت ماريا ميدفيديفا، نائب الرئيس، رئيس تطوير الأعمال في المملكة العربية السعودية والبحرين لدى ماستركارد: " أحرزت المملكة العربية السعودية تقدماً هاماً في سعيها لبناء اقتصاد شامل، ونحن سعداء برؤية المستهلكين في المملكة منفتحين على طرق الدفع الرقمية الجديدة، ويقف وراء هذا الشغف لتجربة حلول رقمية ناشئة واكتشاف فوائد ومزايا منظومة الدفع الأكثر بساطة وملاءمة وأماناً، جيل من الشباب السعودي البارع في مجال التكنولوجيا، الأمر الذي يبشر بآفاق مستقبلية واعدة للمملكة." وكشف مؤشر ماستركارد للمدفوعات الجديدة 2022 أيضاً ما يلي: الفهم المتقدم لخدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً" باعتبارها أداة مناسبة لتخطيط الميزانية أكد غالبية المستهلكين في المملكة (87%) معرفتهم بمفهوم "اشتر الآن وادفع لاحقاً"، وأفاد 54% بأنهم يشعرون بالارتياح عند استخدامه. وأشار المستهلكون أنهم يفضلون المرونة والراحة التي توفرها هذه الخدمة، ولكن دون التهاون في موضوع الأمان الذي يضفيه مزود موثوق مثل البنوك أو شبكات الدفع. وأفاد العديد من الأشخاص الذين استخدموا خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً" بأنها مفيدة عند التخطيط لعمليات الشراء المستقبلية والمشتريات الكبيرة، إضافة إلى فوائدها في تعزيز القوة الشرائية، وحالات الاستخدام الفريدة، التي تجعل منها أداة فاعلة فيما يتعلق بالميزانية والتخطيط المالي. أهمية الفهم المتعمق لتقنية البلوك تشين لتحقيق فهم أكبر للعملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال هناك اطلاع عام في المملكة العربية السعودية على موضوع العملات المشفرة (90%) والرموز غير القابلة للاستبدال (78%) رغم القصور في فهم آلية عمل هذه العملات والتكنولوجيا الكامنة وراءها. وقد أشار 3 من كل أربعة (74%) من المستهلكين في السعودية على أنهم سيفكرون بالاستثمار في العملات المشفرة إذا فهموها على نحو أفضل. وعلى الرغم من أن حوالي ثلثي المستهلكين (68%) في المملكة يعتبرون أن الرموز غير القابلة للاستبدال والأصول الرقمية الأخرى يمكن أن تكون استثمارات جيدة، إلى أنهم يبحثون عن مزيد من المعرفة والمرونة والأمان في إدارة أصولهم. وعلى الرغم من أنه لم يتم اعتماد التشريعات الرسمية الخاصة بتداول العملات الرقمية بعد، إلا أن هناك اهتماماً ملموساً بالعملات الرقمية والمشفرة في المملكة. وأشار معظم المستهلكين إلى أنهم منفتحون على المشاركة المستقبلية في عالم العملات المشفرة، والاستفادة من فرصها المحتملة التي تتراوح بين الاحتفاظ بها بغرض الاستثمار أو استرداد المكافآت، أو استخدامها كوسيلة دفع لشراء الرموز غير القابلة للاستبدال باستخدام بطاقات الائتمان أو الخصم. وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها القطاع، إذ يشعر المتعاملون بالعملات المشفرة بأهمية تنظيم هذا القطاع، وتعتبر البنوك حالياً الكيانات الأكثر مصداقية للنهوض بالعملات الرقمية. الانفتاح على تقبل المزيد من المدفوعات المباشرة من حساب إلى آخر (A2A) يود غالبية المستهلكين الحصول على مزيد من السهولة لتحسين مدفوعات الفواتير، ويولون أهمية متزايدة للتحكم بالمدفوعات، ولعاملي الراحة والمرونة، ولتبني تقنيات الدفع المتكاملة. وأشار معظم المستهلكين إلى انفتاحهم على خيارات الدفع المباشرة من حساب إلى حساب عبر ربط حساباتهم بموقع التاجر لإجراء عمليات شراء مستقبلية. وحافظ 85% من المستهلكين في المملكة، الذين يستخدمون المدفوعات من حساب إلى حساب، على نشاطهم في هذا المجال أو زادوا منه العام الماضي. وأفاد (73%) من المستهلكين في المملكة أنهم مهتمون بخيار دفع الفواتير الذي يسمح لهم تعديل تاريخ دفع فواتيرهم الشهرية، ويرجع ذلك في الغالب إلى دخلهم غير المنتظم. وأصبحت خيارات دفع الفواتير، التي تسمح لهم بالدفع في فترات لاحقة باستخدام حل "اشتر الآن وادفع لاحقاً" (70%) مثار اهتمام أيضاً، إضافة إلى إجراء عمليات دفع تلقائية لفواتيرهم المنزلية (72%). إقبال المستهلكين على حلول التكنولوجيا المالية، والخدمات المصرفية المفتوحة بشكل غير مباشر، لتلبية احتياجاتهم المالية اليومية يعتمد المستهلكون على خيارات التمويل الرقمي لتلبية احتياجاتهم المالية اليومية نظراً لما تتيحه الخدمات المصرفية المفتوحة من مزايا تشمل السرعة، والراحة، والشفافية. وأفاد (76%) من المستهلكين بمعرفتهم بالخدمات المصرفية المفتوحة، وباستخدامها لدفع فواتيرهم، وإجراء أعمالهم المصرفية، وتأمين قروضهم أو إعادة تمويلها، وتسديد مدفوعات "اشتر الآن وادفع لاحقاً". ويشعر (60%) من المستهلكين في السعودية بالأمان عند استخدامهم التطبيقات لإرسال الأموال إلى الأفراد أو الشركات عبر هواتفهم، وأبدى 4 من كل عشرة (45%) استعدادهم لمشاركة بياناتهم المالية مع التطبيقات للوصول إلى وسائل الدفع التي تساعدهم في إدارة أموالهم. تمنح حلول المصادقة البيومترية الراحة والأمان عند إجراء عمليات الدفع، رغم استمرار المخاوف من اختراق البيانات يدرك المستهلكون تماماً الراحة التي توفرها حلول المصادقة البيومترية، حيث أشار 66% منهم إلى سهولة إجراء المدفوعات باستخدام الحلول البيومترية عوضاً عن البطاقة أو الجهاز، مع إمكانية تحسين عنصر الأمان، ووافق ثلثا المستهلكين على أن حلول المصادقة البيومترية للمدفوعات تعد أكثر أماناً من حلول المصادقة الثنائية. ورغم المخاوف التي تعتري بعض المستهلكين بشأن الجهات التي يمكنها الوصول إلى البيانات البيومتيرية الخاصة بهم، إلا أنهم ما زالوا منفتحين على استخدامها نظراً لما توفره من وقت، وأكد أكثر من نصف المستهلكين (60%) استخدامهم لحلول المصادقة البيومترية في إجراء عملية شراء واحدة على الأقل العام الماضي. واستخدم 5 من كل ستة مستهلكين (85%) أو يخططون لاستخدام بصمات أصابعهم لإجراء عمليات الدفع، والتي تبعتها طرق بيومترية أخرى مثل التعرف على الوجه، ومسح شبكية العين. أنظمة المدفوعات الجديدة تتمتع بقوة استقطاب أكبر لدى الأجيال الرقمية تميل الأجيال الشابة إلى اعتماد التقنيات الرقمية في عمليات الشراء والمدفوعات، ويتزايد نشاطها على نحو مطرد في أنظمة الدفع الرقمية الجديدة، وبوتيرة أكثر تسارعاً من تلك السائدة في أوساط الجمهور الأكبر سناً. كما أنها أكثر انفتاحاً على استكشاف أساليب الدفع الناشئة مثل العملات المشفرة، أو شراء المنتجات الافتراضية في عالم الميتافرس رغم القلق المتعلق بعنصري الأمان وخصوصية البيانات، واللذين يشغلان حيز اهتمام أكبر لدى الأجيال الأكبر سناً، وتنظر غالبية الأجيال الشابة إلى النظم والوسائل الرقمية على أنها آمنة وسهلة الاستعمال. وهناك مؤشرات قوية في المملكة العربية السعودية على أن الجيل زد (Gen Z) أصبح أقل ميلاً من الأجيال السابقة لاستخدام الأموال النقدية أو القيام شخصياً بإجراء عمليات شراء ودفع، ويتطلع بشغف إلى إيجاد طرق دفع جديدة، وربما نجح أكثر من نصف جيل في المملكة في الحصول على بديل جديد للدفع الرقمي (مثل المحفظة الرقمية، وحساب انقر للدفع) مقارنة بنسبة (36%) من جيل إكس (Gen X) و(4%) من الأجيال الأكبر سناً. ومع تعاظم إقبال المستهلك على التقنيات الرقمية في عمليات التسوق وإتمام الخدمات المصرفية وإجراء التعاملات أكثر من أي وقت مضى، تواصل ماستركارد ترسيخ قدراتها في مجالات المدفوعات الرقمية في المملكة العربية السعودية، وعلى امتداد مناطق شرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ويتم إيجاد تطبيقات جديدة لاستخدام حلول ماستركارد التكنولوجية التي تتمتع بمصداقية عالية، لطرحها في الأسواق من خلال اتفاقيات شراكة وتعاون مختلفة مع شركات التكنولوجيا المالية، والحكومات والمؤسسات المالية، وكبرى الشركات الرقمية ومشغلي الاتصالات. وتحرص ماستركارد، من خلال تسخير كافة الإمكانيات لابتكار حلول محلية تنافسية، على تسريع نقل مزايا العالم الرقمي إلى مجتمعاتها بطرق وأساليب مبتكرة، وعبر مسارات متعددة، وبالتالي الارتقاء بمستقبل التجارة الشاملة.