في عالم كرة القدم الشهادة ليست كل شيء، حيث إن الخبرة والممارسة تتفوق على الشهادات الرياضية لأنها لعبة تعتمد على جوانب متعددة منها النفسي ومنها الفني ومنها الإداري، لذلك ليس كل من حصل على شهادة في مجال التدريب أو في مجال الإدارة الرياضية قادر على إدارة فريق كرة قدم، حيث إن الشهادة هي وسيلة للعمل في المجال الرياضي ولكن يجب أن يقرنها بالخبرة والممارسة خصوصاً إذا ما كنا نتحدث عن نادٍ كبير وجماهيري وله من التاريخ ما له بالإضافة إلى أنه يمر بمرحلة صعبة يواجه ضغوطات جماهيرية كبيرة جداَ للعودة للبطولات. نداو والنقاز ودانكلير وكوم وبرادريتش خماسي أجنبي برتبة مقلب في الأهلي سُلمت إدارة قطاع كرة القدم على طبق من ذهب للمدير التنفيذي لكرة القدم الأستاذ موسى المحياني دون أن يتم تطعيم هذه الإدارة بعناصر لها خبرة وتجربة كروية سابقة فعندما تنظر إلى دكة الفريق الأول لكرة القدم في مباريات الموسم المنصرم لا تجد فيها من سبق أن كان لاعباً لا في النادي الأهلي ولا في غيره! ولا تجد فيها من له خبرة إدارية ناجحة سابقا في فرق كرة القدم والأدهى والأمر أنك تشاهدهم يقومون بتوجيه اللاعبين في كثير من المباريات، وكذلك الاعتراض على قرارات الحكام وما يحصل في أرضية الملعب وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عدم وجود من يضبط هذه الدكة في النادي وهي انعكاس قوي لوضع الفريق الإداري. اليوم سنتحدث عن القرارات الفنية التي تم اتخاذها من قبل المسؤول عن كرة القدم في النادي الأهلي الأستاذ موسى المحياني في الموسم الماضي والتي ساهمت كما قلنا سابقا (بسقوط الأهلي إلى دوري يلو سقوطا حرا) حيث إنه وإن كان الأهلي سيئا ويمر بمرحلة خطرة قبل أن يهبط وقبل أن تحضر الإدارة الحالية إلا أنه كان بإمكانه أن يقاوم لعدة مواسم على الأقل ولكن القرارات التي اتخذت الموسم الماضي أرسلته بسرعة الصاروخ إلى ظلمات دوري يلو! أولى القرارات كانت التعاقد مع المدرب البوسني بيسنك هاسي مدرب نادي الرائد سابقاً! قبل التعاقد مع هاسي كانت علة الأهلي الدفاعية واضحة وكذلك عدم وجود منهجية فنية واضحة للفريق وهذا ما كان يحتم على أي إدارة تأتي أن تبحث عن مدرب صاحب تجارب سابقة ناجحة وشخصية قوية ومنهجية فنية تناسب الأهلي وتحديدًا تعالج مشكلات الأهلي الفنية الواضحة دفاعياً. لكن المدير التنفيذي لكرة القدم بالنادي الأهلي قرر أن يستخدم سطوته على القرار في النادي، وأن يتبع هواه وإعجابه المسبق بالمدرب البوسني بيسنك هاسي مدرب نادي الرائد سابقاً، حيث إنه سبق وأن أبدى إعجابه بالمدرب في أحد البرامج التلفزيونية وامتدحه كثيراً على الرغم من أن المدرب جميع أرقامه مع الرائد سيئة في النواحي الدفاعية بالإضافة إلى كونه مدربا صداميا دائماً ما يهاجم لاعبي فريقه في الإعلام ويلقي باللوم عليهم في حالة الخسارة علماً بأن الأهلي كان في أشد الحاجة لمدرب مميز على صعيد النواحي الدفاعية، وكذلك مدرب يعيد للاعبين الرغبة والشغف للفوز وليس مدرب يهاجمهم طوال ال 90 دقيقة على خط التماس ويلقي اللوم عليهم متى ما أتيحت له الفرصة وما خفي في التدريبات أعظم! لذلك كان الفشل مصير هاسي مع الأهلي وللأسف استمر حتى خراب مالطا ولم يقل حتى الجولة 23 بدعم وعناد ومكابرة إدارية لم ينتج عنها سوى هبوط الأهلي لدوري يلو! التعاقدات الأجنبية في الموسم الماضي: دانكلر بيريرا: الصفقة الأضعف فنيا في المركز الأشد حاجة في الفريق، حيث إن الفريق ومنذ رحيل أسامة هوساوي وغياب معتز هوساوي بسبب ظروفه الصحية يعاني دفاعيا وكان الجميع ينادي بأن يتم التعاقد مع مدافع خبير وقائد يعيد لدفاع الأهلي توازنه ولكن الجميع تفاجأ بتعاقد الأهلي مع لاعب برازيلي مغمور في أكثر مركز يعاني منه الفريق، حضر دانكلر ولم يقدم أي إضافة لدفاع الأهلي بل استمرت مشكلات الأهلي الدفاعية وتفاقمت بوجوده وكان أول تصريح له قبل بداية الموسم في إحدى الوسائل الإعلامية بأنه لا يستطيع حل مشكلات الأهلي الدفاعية بمفرده بل هو بحاجة لمن يساعده وهذا صحيح ولكن الأهلي كان يبحث عن من يساعد مدافعيه. إزغان أليوسكي: الصفقة الصحيحة في المركز الخطأ! حضر للأهلي في صفقة انتقال حر من نادي ليدز يونايتد الإنجليزي وهو لاعب دولي مقدوني وكان الأفضل في الفريق خلال الموسم كامل وقدم كل ما يستطيع تقديمه للفريق حتى آخر لحظة له مع الفريق ولكن ماذا لو وضعت قيمته في لاعب يلعب في مركز قلب الدفاع بنفس القيمة الفنية والمادية التي يمتلكها أليوسكي؟ بالتأكيد الفائدة الفنية العائدة على الفريق ستكون أكبر نظراً للاحتياج الكبير في مركز قلب الدفاع، حيث إنه كان من الممكن التعاقد مع لاعب يلعب في مركز الظهير الأيسر متوسط القيمة الفنية والمادية ووضع التركيز في مركز قلب الدفاع الذي يعاني فيه الفريق أكثر من معاناته في الظهير الأيسر، لكن بالتأكيد هذا لا يلغي تميز المقدوني أليوسكي وتفانيه في خدمة الفريق وما قدمه من مستويات مميزة مع الفريق يشكر عليها بكل تأكيد ولكن حاجة الأهلي لقلب دفاع من نوعيته كانت أكبر بكثير! حمدي النقاز: ظهير أيمن تونسي الجنسية لعب لنادي الزمالك المصري سابقا حضر للأهلي في صفقة انتقال حر بعد نهاية فترة الانتقالات الصيفية كونه لاعبا عاطلا، كانت حاجة الأهلي لظهير أيمن أجنبي أكبر من حاجته لظهير أيسر محلي ولكن صاحب القرار رأى غير ذلك وظل يكابر ويجرب ما بين محمد خبراني وعبدالله حسون وريان حامد والأخيران خرجا من الفريق بالإعارة والانتقال من الفريق بعد هذه التجربة بينما الخبراني ظل يتنقل ما بين مراكز الدفاع ويضع فيها بصماته أهدافا في شباك الأهلي وضربات جزاء ضده، وفي النهاية ذهب صاحب القرار يبحث عن لاعب أجنبي يمكنه التعاقد معه خارج فترة الانتقالات وأحضر حمدي النقاز الذي شارك مع الفريق في 8 مباريات منها 4 مباريات كلاعب بديل ومباراتان تم استبداله فيها وكان حضوره الفني سيئا جدا، الجدير بالذكر أنه صاحب تعاقد الأهلي معه ضجة كبيرة بسبب احتجاجات الأندية وتقدمها بشكاوى ضد اللاعب والأهلي بأن تعاقد الأهلي معه غير شرعي وأنه كان يرتبط بعقد مع نادي الزمالك قبل حضوره للأهلي، ولذلك قضى وقتا كبيرا من فترته مع الأهلي في مكتب التحقيقات بلجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم! غادر حمدي النقاز الأهلي وتم فسخ عقده والآن يقاضي الأهلي بفيفا ويطالب بعدة ملايين من ضمن الملايين التي يطالب بها اللاعبون في الأهلي. فيليب برادريتش: فيليب برادريتش لاعب وسط كرواتي الجنسية حضر للأهلي بعد أن كان لاعبا لنادي العين السعودي في الموسم الذي سبق تعاقد الأهلي معه وهبط مع فريق العين السعودي لدوري الدرجة الأولى، تعاقد الأهلي معه لمجرد التعاقد فقط لأن صاحب القرار رأى فيه ما لم يره غيره احتار الأهلي هل يشركه كلاعب وسط محور متقدم أم لاعب وسط محور متأخر وفشل اللاعب في المركزين، مشاركاته مع الأهلي ضعيفة فنيا ولم يقدم أي إضافة فنية للفريق بل إن لاعبين محليين أصغر منه سنا وأقل منه تجربة مثل علي الأسمري وزياد الجهني كانت مشاركاتهم أفضل منه عندما تتاح لهم الفرصة! تم استبداله 7 مرات وشارك كلاعب بديل 4 مرات علما بأنه لاعب أجنبي! باولينهو: البرازيلي الشهير باولينهو لاعب منتخب البرازيل وبرشلونة سابقا اسم غني عن التعريف تفائل المدرج الأهلاوي كثيرا بتعاقد الأهلي معه وكان قد حضر للأهلي في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع فريقه السابق في الصين، طالبت به الجماهير كثيرا قبل التوقيع معه وفرحت أكثر بعد التوقيع، بعد حضوره للأهلي سرعان ما تم منحه شارة قيادة الفريق وشارك مع الفريق ولعب بكل تفانٍ وإخلاص رغم أن تجربته كانت قصيرة جدا مع الأهلي ولكن يبدو أن الرؤية كانت واضحة جدا بالنسبة له فاحترق منزل عائلته في البرازيل مما اضطره للمغادرة وفسخ تعاقده مع الأهلي بالتراضي وغادر بعد الجولة السادسة بعد أن شارك مع الفريق في 4 مباريات سجل خلالها هدفين وتم استبداله في مباراة وحيدة والآن هو لاعب لنادي كورينثيانز البرازيلي. الحسن نداو: جناح أيمن سنغالي الجنسية حضر للأهلي من الدوري التركي بمبلغ يقارب ال 3 ملايين يورو ويعتبر بجانب حمدي النقاز هو الصفقة الأسوأ، قبل حضوره للأهلي وعندما تسربت أخبار توقيع الأهلي معه شاهدنا بعض التسريبات التي تفيد بأن الأهلي سيكسب لاعبا سيكون حديث الدوري السعودي حيث إن اللاعب هدف كبير لكبرى الأندية التركية وبعض أندية أوروبا الشهيرة ولكن صاحب القرار في الأهلي قام بحسم الصفقة قبل تلك الأندية وكسب الأهلي اللاعب. حضر اللاعب كبديل للروماني متريتا الذي يتفوق عليه فنيا بمراحل ولم يقدم أي شيء للفريق بل كان دون المستوى المأمول فمن أصل 14 مباراة مع الفريق تم استبداله في خمسة مواجهات وشارك كبديل في مواجهتين وسجل هدف وحيد فقط، غادر الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية إلى الدوري التركي مجددا على سبيل الإعارة وحتى الآن عقده لا يزال ملك للنادي الأهلي ولا يعلم المسؤول ماذا سيفعل به وغالبا ما سيتم فسخ التعاقد معه وسينضم ضمن اللاعبين الذين يطالبون الأهلي بمبالغ مالية في فيفا ! فرانك كوم: المحور الكاميروني فرانك كوم يصح أن يطلق عليه صفقة الشتاء والصيف حاول المحياني جلبه للأهلي في الصيف كما كان يدور في الإعلام ولكن لم ينجح بسبب منع الأهلي من التسجيل بسبب قضية من ضمن ملف قضايا الأهلي العالقة وعاد وتعاقد معه في الشتوية! لاعب مميز يجيد اللعب بالكوع أكثر من اللعب بالقدم، لم يقدم أي فائدة فنية للفريق والكارثة أن الأخبار الخارجة من النادي الأهلي مؤخرا تتحدث عن أن اللاعب مستمر مع الفريق في دوري يلو! كارلوس إدواردو يعتبر صفقة ناجحة ولكن ليس بسبب حسن الاختيار بل نجح لأنه كارلوس إدواردو والمعروف لا يعرف وكذلك لأنه يمتلك ميزة التسجيل التي احتاجها الأهلي كثيراً منذ بداية الموسم وكذلك في مركز يحتاجه الأهلي، فعندما تحضر الواقعية في الاختيار وينظر للحاجة الفنية للفريق قبل النظر لفكرة تدور في رأس المسؤول ويرغب بتطبيقها على أرض الواقع تكون النتيجة هي النجاح حتى ولو كان نجاحاَ جزئيا، كان الأهلي بحاجة للاعب من نوعية إدواردو منذ بداية الموسم ولكن حضر إدواردو بعد خراب مالطا. تغيير فني متأخر: بعد أن هدم هاسي سور القلعة حضر سيبولدي ورفع راية الاستسلام بعدما لعب الأهلي تحت إدارة البوسني هاسي والذي تحدثنا عنه في بداية الحديث حتى الجولة 23 من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين تمت إقالته والتعاقد مع المدرب الأورغوياني روبرت سيبولدي الذي لم يدرب سوى في المكسيك بالإضافة إلى أنه كان عاطلا قبل الأهلي وتم الاستغناء عن خدماته من قبل فريق تيخوانا المكسيكي بسبب تردي النتائج، قرر صاحب القرار في الأهلي أن يتعاقد معه ولا أحد يعلم ما هو الشيء المميز الذي لفت نظره في المدرب حتى الآن، فلقد حضر لفريق في خطر الهبوط ويبدو أنه لا يعلم ذلك خَيل لي أنه حضر للأهلي لمجرد الحضور فقط ولا يعنيه ماذا ستكون النتائج! الكارثة ليست فقط في التعاقد مع سيبولدي وهبوطه مع الفريق الكارثة هي أن الأخبار القادمة من النادي الأهلي تشير إلى أن المدرب وافق على أن يقود الفريق في دوري يلو الموسم المقبل ونلاحظ هنا أنه هو من وافق وهذا يعني أن الإدارة هي من ترغب في استمراره أي أنها راضية عن العمل الذي قدمه. مفارقات: الأهلي بدأ الدوري ب 6 لاعبين أجانب بالرغم من أن العدد المسموح به هو 7 لاعبين والعذر لذلك هو منع التسجيل بسبب قضية المدرب السابق جروس! مع العلم بأن قرار المنع كان في اليومين الأخيرة من فترة التسجيل الصيفية التي كانت مدتها ما يزيد على الشهر، كما لا ننسى أن البرازيلي باولينهو احترق منزله بعد الجولة السادسة وغادر الفريق. الأهلي في الشتوية لم يكمل عقد لاعبيه الأجانب وأكمل الدوري ب 6 لاعبين أجانب لأنه ظل يفاوض لاعب نادي لشبونة البرتغالي وهو اللاعب البرازيلي تاباتا حتى بعد إغلاق سوق الانتقالات وكان العذر هو مغالاة السماسرة ومماطلة اللاعب وناديه!! مع العلم بأن مدير الاحتراف بالنادي الأهلي ظهر في إحدى القنوات وأفاد بأن رئيس النادي كان مستعدا لدفع المبلغ الذي يطلبه اللاعب وناديه رغم المغالاة والمساومة والأهم هو أن يستفيد الفريق فنياَ وهو ذات الرئيس الذي يضع الديون شماعة لكل فشل، الديون حقيقة ولكن فشل الإدارة في إدارة النادي أكبر وأعظم حقيقة. أي مجلس إدارة سواء كان رياضيا أو غير رياضي يفشل في تحقيق أهدافه أو تحدث كارثة في عهده على سبيل المثال تعلن المنظمة (س) إفلاسها بسبب أخطاء حدثت من مجلس الإدارة يتقدم مجلس الإدارة مشكوراً احتراماً وتقديراً لنفسه وللآخرين بالتقدم باستقالته نظراً لفشله. أما في الأهلي يصر مجلس الإدارة رغم الكارثة والمصيبة التي حدثت للنادي والمتمثلة بهبوط الفريق الأول لكرة القدم لدوري يلو على الاستمرار ويتمسك بذلك وبقوة! ختاماً: التفرد بالقرارات واستخدام السطوة التي تملكها في تمرير ما ترغب به فقط من قرارات دائما ما تكون نتيجتها عكسية على صاحبها وكما هو معروف (ما خاب من استشار). رسالة إلى صديقي رئيس نادي كولوكولو: إذا انخدعت بمن أوليته ثقة ً تشُك بالناسِ قاصيها ودانيها! "غازي الفزي"