ربما يكُن هذا النّص ساخراً نوعا ما، حكايات الجيران تتطّور بِسرعة وتتحسّن للأسوأ وتنمو للأضخم. تخرّجت سلمى فكان السؤال: لماذا لم تتزوجي؟ تزوجت سلمى وفي تطوّر السؤال لماذا لم تحملي؟ انجبت سلمى وكبُر المولود وتضخّم السؤال: الن تحملي مرة أخرى ؟ اسئلة فضوليّة يتناقلها الجيران، منذُ زمن التلفاز الابيض والاسود الى ماوصلنا اليه من زخم رقمي الكتروني. اذاً دعوني أُمنهِج منهجية كايزن والتي تقول: حسّن من افكارك ومهاراتك وطوّر من قدراتك لتُصبِح مُنتِجاً رافعاً انتاجية وطنك وعملك. إذن فلتبدأ كايزن في منزلي ومنزلك وليكُن التّالي: اسأل ذاتك: هل تغيرّت واكتسبت واضفت مهارة منذُ الستة اشهر الماضية؟ هل حققت هدفاً خلال عاماً واحد؟ دع هدفك التطوّر في عملك والتحسّن في تفكيرك وتغيير طريقة اسئلتك مع من حولِك، فكّر في كيف يمكن ان احقق هدفي وأُمنح عقلي فُرصة توعوية للتغيير والتقدّم وليس في لماذا لايمكن احقق هدفاً؟ امتهن طريقاً للاجابات الشافية على السؤال الصح.. مثلاً: كيف سأنجح في هدفي وتطوّر ادائي ورفع مستوى مهاراتي؟ ولاتفكّر في الفشل ابداً، غيّر من ( كايزنيتك) الموجودة داخلك اعمل على التغيير الدائم للافضل للاجمل وليس بالضرورة للاكمل، اجمع بسطاء الحارة وغيّر من اسئلتهم الفضوليّة لبعضهم البعض ودع اسئلتهم متمحوره. حول: ماذا قدّمت لنفسي؟ لديني؟ لوطني؟ لآخرتي .. حسّن من روتينهم المؤدلج بنمطيّة الشوارع ومنهجيّة الحواري التي تعيد نفسها منذُ سنين عجاف، فلينصب فضولهم على انفسهم ويخرجون الكايزن الذي ينام في صدورهم ازمنةً طويلة. منهجية كايزن مترجمة من اليابانية وتعني (تغيير شيء ما الى الافضل). تخيّل معي لو طبّق كل فرد ومجموعة وجماعة ومؤسسة وشركة ومُنظّمة منهجية كايزن ؟ ماذا سيحدُث؟ ستتبدّل أموراً كانت غائبة وتتغيّر اهدافاً كنّا نظنّها الاصلح والامكن وتتحسّن عثرات اوشكت على هدم منزل او اغلاق مشروع او فشل مؤسسة. يلزمك التخطيط السليم والتفكير المتوازن والتغيير الايجابي والتطوّر المستمر والتحسين المُتكرر ثم انظر بعينك للنتيجة والمُخرجات والانتاجية العالية في مُحيطك ولعلّي اتذكر حكاية جميلة هنا قد قرأتها ذات يوم جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا ًقبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها، «أنا أعمى أرجوكم ساعدوني». فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها. دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه، لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ماسمعه من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي: «نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله». غيّر طريقتك عندما لا تسير الأمور كما يجب، يوماً ما ستُدرك ان التغيير والتطوير لا يأتِ الاّ بالنجاح والانجاز والاعتلاء على قمم سامية والوصول الى مكانة ذات رصانة مُحكمة.