تعجبني مقولة: (لا تخترع العجلة)، فهي تختصر الزمن، والخبرة والتجربة، واستيعابها يوفر علينا الكثير. وهذا في نظري يمكن تطبيقه في كل مناحي الحياة. في مجالي (صيانة المعدات الطبية الكهربائية) تبدو هذه المقولة مهمة لنا، ونؤمن بها ونعمل بموجبها. على سبيل المثال هناك تجارب عالمية يمكن الاستفادة منها لجعل قطاع صيانة المعدات الطبية أكثر جاذبية للمهني ولدخول المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي بدورها ستستوعب الكثير من مهنيين الصيانة والذين سيقودون نقل صناعة المعدات الطبية إلى المملكة، من أهم تلك التجارب هي التجربة البرازيلية حيث أنهم استشعروا في العام 1980 أهمية نقل وتوطين صناعة المعدات الطبية عبر توطين صيانتها وشرعت السلطات البرازيلية لتنفيذ الخطط اللازمة لتحقيق توطين صناعة المعدات طبية عبر نقل المعرفة في الصيانة. قطفت البرازيل ثمار تلك المبادرة عام 2000 ليزيد عدد مصانع المعدات الطبية المحلية ويصبح قادرا على تلبية احتياجات 85% من المرافق الصحية في البرازيل. ولا تقل التجربة الايطالية أهمية ففي العام 1987 عندما أراد المجلس الوطني للأبحاث تطوير قطاع صناعة المعدات الطبية وضع برنامج لذلك يقوم على ثلاث مكونات أهمها توطين وتقييم المعرفة في مجال صيانة المعدات الطبية حيث أوكلت هذه المهمة لكيان وطني غير حكومي يضمن استمرارية المضي في هذه المهمة. وقد نجح هذا الكيان بتوطين المعرفة في الصيانة ورفع كفاءة الانفاق عليها بتوفير مالا يقل عن 20% وأدى ذلك إلى توطين صناعتها فنجد اليوم إيطاليا في مصاف الدول الصانعة للمعدات الطبية في شتى المجالات. وبالنظر إلى شرق آسيا فإننا نجد الصين عملاق الصناعة والتي نجحت في توطين صناعة المعدات الطبية ولا تزال توطن المعرفة فيه عبر نقل معرفة صيانتها مدركة أهمية توطين الصيانة لتوطين الصناعة. على سبيل المثال تشترط الجهات الرقابية في الصين على كل مصنع معدات طبية خارج الصين يرغب بتصدير معداته إليها بأن يقوم بالإضافة إلى تعيين ممثل قانوني للمصنع بتعيين ممثل خدمات ما بعد البيع هدفه توطين صيانة المعدات الطبية لذلك المصنع وتقديمها بشكل كامل في الصين، وللتشديد على الالتزام بتوطين صيانة المعدات الطبية المستوردة فإن الصين تمنع دخول أي معدة طبية مستعملة عبر حدودها أيا كانت وفي حال خروج أي معدة طبية مستعملة خارج الصين بهدف إصلاحها خارج الصين فإنها لن تعود إليها لأنها لن تفسح لكونها أصبحت مستعملة ولا حجة للوكيل لإصلاح المعدة خارج الصين لكونه لم يلزم المصنع بتوطين صيانتها داخل الصين. وتلك التجارب العالمية وأكثر المشهود لمخرجاتها تعتبر مصداق لشعارنا في الجمعية: مالانستطيع صناعته لن نستطيع صناعته. رئيس مجلس إدارة جمعية مهنيي صيانة المعدات الطبية الكهربائية