(جول سارلور) مصوّر الناشيونال جيوقرافك، فوتوغرافي صاحب رسالة فنية وجمالية حقيقية؛ فهو يهدف لتصوير 12000 حيوان وحشرة مهددين بالانقراض من سوء سلوك الإنسان. يمضي ثلاثة أرباع سنته متجولاً في البرية لتصوير مخلوقات الطبيعة المدهشة، يتواصل مع كليات العلوم وأقسام الأحياء بالجامعات الأمريكية، ومنها جامعة فلوريدا بالخصوص؛ حيث إنها من المؤمنين بما يقوم به من مجهود نادر في توعية الجماهير وحماية مخلوقات الطبيعة الحية. وصل جول حتى الآن لعدد 6000 صورة وينوي أن يستكمل المتبقي قريباً، لأن هذه المخلوقات لا يراها جيل اليوم وقد تختفي عن أجيال الغد. من حظه السعيد، أن زوجته تدعمه وتسعد بمرافقته في رحلاته والسكن في الخيام بين الغابات أو الجبال أو الصحراء للبحث عن الحيوانات والحشرات في الكهوف والجحور وتحت الصخور، بما تحمله تلك الرحلات من مخاطر ومغامرات ودهشة مراقبة غرائب المخلوقات. هذه الثقافة الأسرية والفردية يُؤمل تمنيتها في شعوبنا العربية؛ سيما وأن الإنسان العربي يُعرف بحب الحياة واحترام الطبيعة وتسخير مخلوقاتها لصالحه قدر ما أمكن مثل الخيول والإبل وبقية الحيوانات المفترسة والأليفة، وتمجيد كامل تاريخه على كوكب الأرض الذي انتشر في كل قاراته، وتعظيم كافة تراثه بكل محتوياته الذي نهض به وأبقاه عبر عصور الزمن لليوم، علاوة على عرف عند العرب من حيوانات وحشرات انقرضت، وردت في تاريخنا الإنساني ضمن قصصنا ورواياتنا وقصائدنا الشعرية ونضرب بها أمثالنا الشعبية، يُرجى دعم الحياة الفطرية ومساعدة كل من يدعم بقاء الأحياء العربية النادرة والاستفادة منها في تنميتنا الحالية والمستقبلية، كما استفاد منها أجدادنا في السابق. * أكاديمي وناقد فني عدسة المصور: جول سارلور عدسة المصور: جول سارلور