يختصر مثلث الجمال والبراءة والقوة جاذبية الحيوانات المفترسة وسحرها، وهو ما أراد ميشال زغزغي أن يعكسه عبر أعماله الفوتوغرافية، إذ راح «يطارد» الحيوانات المفترسة في سبعة عشر بلداً مجتازاً 250 ألف كيلومتر، مع ألف ساعة تصوير. عاد إلى بيروت حاملاً معه مجموعة كبيرة من صور لأسود تزمجر ونمور تتشدّق وصقور تحلّق وحيتان بيض تقفز فوق سطح المحيط... حيوانات تتحوّل فرائس في عالم الإنسان اليوم. 70 صورة عريضة بمقاسات مختلفة وموزعة بين تسع فئات، يعرضها زغزغي بالتعاون مع «بنك بيبلوس» و»ديما هيلثكير» في «ذا فينيو» في أسواق بيروت ابتداء من اليوم حتى 12 من الشهر الجاري، وسيعود ريع الأعمال لدعم مركز سرطان الأطفال سانت جود. ويقول زغزغي عن تجربته: «في عالم الحيوانات المفترسة، على الإنسان أن يحترم قواعد الطبيعة وتلك التي تحكم العلاقات مع هذه المخلوقات القوية. إنك في أرضها فعليك أن تتبع قواعدها... ومن السخف أن نقرن الدوافع البشرية، كالشراسة والقسوة بهذه الحيوانات. فليس لهذه الأسباب تقتل. إن الافتراس هو بطبيعتها وجوهرها ولا تقوم بهذا الفعل إلا لتضمن بقاءها على قيد الحياة». ويضيف: «تجوّلت بينها وكنت في بعض الأوقات على مسافة خطوات من الأسود والنمور والدببة، ولم أشعر بالخطر إلا نادراً وحدث ذلك مرتين بسبب هفوة ارتكبها إنسان». اكتشف زغزغي حب التصوير في العام 2006 في لندن حين أخذ يلتقط الصور في مباراة بولو نظمها احد الأصدقاء. ومذّاك باتت الكاميرا رفيقة رجل الأعمال. وحين قرر أن يذهب بشغفه إلى أبعد حدود، لم يكتفِ بالتقاط صور جميلة تزين جدراناً باردة، بل اختار لنفسه قضية الدفاع عن حيوانات مهددة بالانقراض بفعل جشع الإنسان إيماناً منه بأن «كوكب الأرض كوكبها أيضاً».