نحن بحاجة إلى الضحك أو ضحكات تجلي عنا همومنا ضحكة يستلقي من شدتها الرجل بالأرض ويفحص بقدمه الأرض وكأن به مس من الشيطان ضحكة تملأ الشدق وتبين النواجذ -أي قواطع أسنانه الأمامية- ولا نريد تلك الضحكة الصفراء التي اعتدنا عليها ولا تعبر عما في القلب وأغلبها من قبيل المجاملة. يقول خبراء التنمية البشرية الذين ابتليت المكتبات العربية بكتبهم وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمتاجرتهم بالإيجابية بأن الضحك يدخل السرور بالقلب ولا أدري هل أضحك يجلب السرور أم السرور يجلب الضحك؟ وفي المقابل يقال: إن الضحك من دون سبب قلة أدب وأعتقد -والعلم عند الله- أن هذه العبارة التي لا أعرف مصدرها ومن قائلها وكيف تم تداولها من جيل إلى جيل حتى أصبحت من عقيدتنا هي السبب الوحيد في أن الإنسان يأتيه الحزن من حيث لا يشعر ولا يحتسب. مما يجعل حالته سؤالاً محيراً لماذا الحزن وأنا معافى في بدني ولدي قوت يومي حتى أنه يعتزل من حوله ليخفي ذلك الحزن المفاجئ ولكي لا تشغله أسئلة المتطفلين (ليش طفشان). إن الشعور بالحزن دون سبب لا يعتبر مرضاً أو حالة غير صحية بل هو أمر طبيعي وأعراض لنمط حياة غير صحية لأن الحياة الرتيبة وتحول الإنسان إلى كائن مادي -عمل منزل أو العكس- تخلق روتيناً متكرراً يعد سماً قاتلاً للبهجة والسرور والفرح في حياتنا. ولعل شرح كيفية تغيير روتينك اليومي من وضع أهداف قصيرة والسعي لتحقيقها وممارسة الرياضة والأكل الصحي والنوم المبكر وكيفية تطبيق ذلك في برنامج يومي أو أسبوعي يطول على هذه المساحة القصيرة ولكن استدعي عنوان هذا المقال (لماذا لا نضحك؟) لأني أجزم بأن الضحك بسبب أو بدون سبب يجلب السرور والفرح فإذا جاءك الحزن من دون ميعاد فاضحك أو ابحث عن أسباب تجعلك تضحك حتى يذهب عنك الحزن والكآبة ولا تبالي بنظرات الآخرين بل اضحك وستضحك الدنيا معك.