شمختْ أبصارنا واستقرتْ أنفسنا واطمأنتْ قلوبنا ونحن نرى الجهود الجبارة التي تبذلها بلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، وما تشهده المملكة من تمدد حضاري مشهود في الخدمات ورقمنتها وتعميمها وتوجيهها وتطويرها وتأهيل القائمين عليها من أقوى الشواهد على ذلك. واللافت لكل ذي عينين أنه في كل عام في اليوم ذاته الذي تعلن فيه الجهات الرسمية نجاح موسم الحج واكتمال شعائره؛ تعلن البدء في إعداد خطة موسم الحج الذي يليه؛ قياماً بالمسؤولية وأداءً للأمانة ووفاء لحق المسلم على المسلم، وحمداً وشكراً عملياً لله جل وعلا الذي اختصها بهذه النعمة والكرامة: خدمة الحرمين الشريفين. ولا يزال الناس يوماً بعد يوم يتابعون شعائر الحج في جميع المشاعر عبر الوسائل المتاحة ويتداولون ما يلفت أنظارهم ويشد انتباههم ويثير اهتمامهم على كافة المستويات. ومع ذلك الإبداع المتناهي في كل تفاصيل الحج إلا أننا نحتاج حاجة ماسة إلى صناعة محتوى يليق بهذه الشعيرة العظيمة ويتلاءم مع مكانة المملكة العالمية ويواكب جهود جهات الاختصاص، محتوى بالغ الأثر يتضمن رصد مشاعر الحجاج على اختلاف ألوانهم وثقافاتهم وبلدانهم، ويشمل تطبيقهم مناسك الحج: أركانه وواجباته وسننه حتى انتهاء المناسك، ويتطرق إلى قصص كثير منهم التي فيها العبرة والعظة ويروي آمالهم وطموحاتهم عبر السنين التي تحققت بفضل الله بأداء الركن الخامس ويحتوي مشاهد الإيمان والحنين إلى البيت الحرام قبل الحج وأثناءه وبعده. كل ذلك بلغة سهلة رصينة، وأسلوب جاذب أخّاذ، وعبارات واضحة ومفاهيم سليمة ومنهج قويم، ورؤية ثاقبة، يواكب ذلك الصور ومقاطع الفيديو ورصد الأماكن والمعالم والأفكار والإبداعات والجهود. ويترجم إلى لغات العالم المتاحة ليرى العالم كل العالم ويسمع ويحس بما تقوم به المملكة العربية من الجهود وما يعيشه المسلمون من فرحة غامرة فرحة العمر الكبرى بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. ويُنشر ذلك في وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية وتوظف فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وتُنشأ لأجله التطبيقات الإلكترونية وتُنشر القصص والروايات والأفلام الوثائقية والبرامج الناطقة. كما يُترجم إلى لغات الفئات المختلفة لغة الإشارة ولغة برايل، ويُشكل من كل ذلك مرصد إعلامي للحج والعمرة ومكتبة رقمية للحج والعمرة وقناة الحج والعمرة تستمر على مدار العام، لتروي نهم الظامئين إلى البيت الحرام. وتُتاح فيه فرصة لذوي الأقلام والمصورين والشعراء والرواة والمثقفين والطامحين وذوي الإبداع ليُسخروا مواهبهم وإبداعاتهم في صناعة المحتوى الذي يخدم الحج ويغطي كافة شعائره وينفع المسلمين في أصقاع المعمورة ويؤسس قاعدة معرفية لكل شعوب العالم. جميل ما نجده اليوم من جهود في هذا السياق؛ يشهد بها القاصي والداني، ويُشكر القائمون عليها في كل ميدان ولكننا بحاجة إلى المزيد ولدينا من الإمكانات والآفاق والأهداف ما يمكننا من صناعة الأجمل والأكمل والأفضل والأمثل وتوظيف الطاقات البشرية للوصول إلى الهدف الأعلى وتحقيق الطموح المنشود. والله بعونه يتولى جهود المخلصين بالإعانة والتوفيق ويديم الأمن والإيمان على بلادنا والمسلمين في كل مكان.