تسود أجواء إيجابية في واشنطن إزاء الزيارة المرتقبة للرئيس جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية حيث دعا كل من ستيفن كوك، ومارتين إينديك، في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، الرئيس جو بايدن إلى بذل أقصى الجهود لتعميق التحالف الاستراتيجي بين واشنطنوالرياض. ورأى مقال إينديك وكوك أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة صياغة ميثاق استراتيجي جديد يقوّي العلاقة بين البلدين لتصبح أكثر ارتباطاً بمتطلبات المرحلة الراهنة، فبالنظر إلى ظروف زمننا الحالي، فإن مصالح واشنطن في تحقيق الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط تتقاطع بشكل وثيق مع المصالح السعودية. وطرح كوك وإينديك حزمة من الخطوات التي يجب اتخاذها على هامش زيارة بايدن إلى السعودية، والتي من شأنها الخروج باتفاقية استراتيجية متجددة تتناسب مع القرن الحادي والعشرين بشكل يلبي المصالح الأميركية ويضمن للسعودية موثوقية تحالفها الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة. من جانبها، أكدت الباحثة إيرينا تسوكرمان، المختصة في العلاقات الدولية على ضرورة تعزيز بايدن للجوانب الإيجابية في العلاقة التاريخية بين البلدين مع التفكير في توسيع سبل التعاون ليلمس مجالات جديدة. وفي تصريحات خاصة ل"الرياض" قالت تسوكرمان: إن بايدن سيذهب إلى السعودية وفي جعبته استجابة إيجابية لعدد من المطالب الأمنية التي طرحتها السعودية وهو ما سينهي عزلة أميركا عن أهم حلفائها في الشرق الأوسط بسبب دعاية وبروبوغندا كاذبة أثبتت أنّها معادية لمصالح أميركا في المقام الأول. ويولي القادة العرب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة أهمية كبيرة، فهي فرصة مهمة لإعادة مسار العلاقات العربية - الأميركية إلى سياقه الطبيعي، لذا كان من اللافت التحركات العربية - العربية والزيارات المتبادلة داخل البيت العربي بين القادة خلال الأسابيع القليلة الماضية، استعداداً للقمة ولتنسيق المواقف، وتوحيد الرؤى المشتركة للقادة العرب. الاستدارة الأميركية تجاه المنطقة العربية لها دلالات عديدة، وتأتي قمة جدة لتكون نقطة التحول في استراتيجيات السياسة الأميركية بالمنطقة العربية، وتعد تأكيداً جديداً على قناعة إدارة بايدن بأن مفاتيح أبواب كل الملفات الصعبة موجودة في خزائن السعودية، وإيذاناً بتشكيل نظام جديد تقوده المملكة العربية السعودية وتظهر فيه بصمة سياسية لمحور الاعتدال العربي المأمول.