أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء عن زيارة جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي لعدد من الدول في المنطقة في مقدّمتها المملكة العربية السعودية وذلك لبحث ملف استقرار القرن الإفريقي بما في ذلك ملف "سد النهضة". وقال مصدر في "الخارجية الأميركية" ل"الرياض" إن السفير فيلتمان سيبحث في المملكة ملف سد النهضة لما للسعودية من قدرة في التأثير على عدد من الدول في القرن الإفريقي، كما سيبحث آثار الحرب في اليمن على دول القرن الإفريقي وسبل التوصّل إلى تهدئة. وأضاف المصدر بأن السفير فيلتمان يدرك أبعاد وتفاصيل الحرب في اليمن وسينقل حرص الجانب الأميركي على المصالح السعودية والاستقرار الإقليمي الذي يهدده الحوثي، كما سيشدد على أهمية العمل السعودي - الأميركي المشترك في مكافحة الإرهاب والتطرف. وأكّدت الخارجية الأميركية على أن السعودية ستكون دائماً الوجهة الأميركية الأولى لحل ملفات المنطقة لما للسعودية من ثقل سياسي وديني واقتصادي مكّن الرياضوواشنطن من حل أعقد الأزمات على مرّ السنوات. وبحسب الخارجية الأميركية فإن جهود واشنطن تتركّز على وقف اعتداءات الحوثيين على مأرب التي تعتبرها الولاياتالمتحدة العائق الأول في وجه وقف إطلاق النار النهائي في اليمن. من جانبها قالت المحللة السياسية ايرينا تسوكرمان ل"الرياض" إن إدارة جو بايدن تعود إلى جادة الصواب فيما يتعلّق بالعلاقات الأميركية التاريخية ومحور الاعتدال الذي كان أفضل شريك لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. مضيفة، كلما ابتعدنا هنا في الداخل الأميركي عن الصراعات السياسية والحزبية رأينا إدارة بايدن تعود إلى الوضع التقليدي والمتعارف عليه وتجلّى ذلك بوضوح في هذا الموقف النشيط من الإدارة اليوم لمساعدة مصر ودعم موقفها في ملف "سد النهضة" ونرى هذه العودة إلى "التقاليد الأميركية" اليوم تنعكس من خلال بحث سبل الحل مع المملكة العربية السعودية. وترى تسوكرمان أن فرص التوصل إلى حل بشأن "سد النهضة" ستتضاعف مع المحاولات الاميركية المستجدة بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين حيث تتفهم الإدارة مدى خطورة تبعات حرمان مصر من حصّتها وحقوقها في نهر النيل بالإضافة إلى إدراك مسؤولي إدارة جو بايدن مدى عمق أزمة "المياه" في عموم الشرق الأوسط وخطورتها وإمكانية أن تصبح "الحرب على المياه" هي العنوان الجديد للصراعات في المنطقة.