تعرف كل الحكومات، كما يعرف كل المشرعين والسياسيين والمثقفين وكل شعوب العالم بأن النظام الحاكم في إيران نظام إرهابي ومتلون يظهر نفسه بألف وجه، ولا يعير انتباها لأي قانون في العالم، نظام القصف والتفجير والإرهاب والتهديد والاغتيالات وخطف الرهائن، وفي الوقت ذاته يمارس نهج المساومة والاسترضاء والابتزاز، نظام لم ولن يتخلى أبدا عن طبيعته وسياسته وبرامجه ومشاريعه اللاإنسانية، وكان موضوع مشروع إنتاج القنبلة الذرية من أكبر مشاريعه والذي لا يزال قائما حتى الآن، والآن وبعد مضي عقدين من الزمن لا يزال النقاش حول كيفية إيقافه مطروحا على طاولة المفاوضات. واستنادا على عدد كبير من الأدلة والوثائق التي لا يمكن إنكارها، قام نظام ولاية فقيه الملالي بالتوازي مع الاعتقال والسجن والتعذيب والإعدام وقتل ومجازر الإبادة الجماعية لمعارضيه داخل إيران، قام باستخدام عملائه لتحويل المسار الحقيقي للانتفاضات الشعبية ومن بينهم عملاء للدكتاتورية السابقة، كما قام بإنفاق ميزانيات عالية جدا من الأموال وتوظيف وسائل إعلام إقليمية وعالمية متعددة الأوجه، وتحولت سفارات النظام إلى مراكز إرهابية معادية تنشط ضد المعارضين. ومثال اليوم مصداقاً على هذا الواقع المرير هو أسد الله أسدي الدبلوماسي الإرهابي المحكوم عليه في محكمة بلجيكية بالسجن عشرين عاما بتهمة محاولة تفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، وقد وقع هذا الدبلوماسي الإرهابي في قبضة العدالة بهذا البلد، وبناء على الاتفاق بين الحكومة البلجيكية والنظام الحاكم في إيران يمكنه أي الدبلوماسي الإرهابي الانتقال إلى إيران كبلد منشأ لقضاء مدة عقوبته فيها، وإن هذه لممارسة خطيرة ومخزية، ذلك لأن إيران هي الدولة التي قررت في مجلس الأمن الأعلى للنظام الحاكم في إيران القيام بتفجير تجمع الإيرانيين! ولن يقدم اليوم المجتمع الدولي، ومن قبله المجتمع المعارضة الإيرانية المعتمدة على الشعب والمقاومة الإيرانيين أي حل وسط مع النظام الإرهابي المتحكم بإيران، وسيستخدم جميع حقوقه لتطهير المجتمع الدولي من الإرهاب ذلك لأن لديهم "ألم مشترك"، ويريد النظام منذ أن تولى السلطة إلى الآن، ويوما بعد يوم، وخطوة بخطوة ومنذ أن وطأت قدماه على الطريق أن يأخذ مصير العالم كرهينة. ولطالما كانت هناك حرب تاريخية خفية في أعماق كل قضية تتعلق بإيران، وهي الآن أكثر وضوحا ألا وهي معركة الشعب والمقاومة الإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه المتسلط على إيران، ويعرف قادة النظام قبل الجميع هذه الحقيقة جيدا، ولهذا السبب وفي أي زمان ومكان قاموا بتركيز أنشطتهم الإرهابية والإجرامية على المقاومة الإيرانية، والشعب. والمقاومة التي دمرت نظام ولاية الفقيه داخل إيران ستكونون بالتأكيد قادرة على إغلاق طريق المراضاة والمهادنة مع هذا النظام خارج إيران أيضا!