جهزت وزارة الصحة غرفة القيادة والتحكم بمستشفى منى الطوارئ التي تعد مركزا لرصد مؤشرات الحالة الصحية والإنذار المبكر والتوجيه والمتابعة للقرارات الإستراتيجية الصحية من خلال شبكة معلومات واتصالات متقدمة. وتعد الغرفة، منصة المعلومات الرئيسة "للصحة" في الحج، تجري من خلالها متابعة الحالة الصحية للحجاج على مدار الساعة من خلال منصات ذكاء أعمال تستقي بياناتها بصورة آلية من الأنظمة الصحية الإلكترونية المختلفة؛ كأنظمة المستشفيات والمراكز الصحية بمنطقة المشاعر والعاصمة المقدسة والمدينةالمنورةوجدة والطائف، إضافة إلى الأنظمة المركزية؛ مثل نظام مراقبة انتشار الأمراض الوبائية والمعدية والتحصينات، ونظام الإحالة، ونظام القوى العاملة والتموين الطبي بالحج، حيث تعرض - وبصورة لحظية - الأسرة الشاغرة في كل مرفق، واتخاذ قرارات إعادة توزيع المنومين تكتيكيا أو حسب الحاجة المرضية، كما تجري متابعة مدى الازدحام ومعدلات الانتظار لخدمات الطوارئ والعيادات، ومتابعة أنواع الأمراض والمشكلات الصحية والمؤشرات الصحية وتوزيعها في منطقة المشاعر، لاستشراف أي إنذار صحي مبكر لأحداث تتطلب التدخل بالمساندة أو الاستكشاف الميداني، كما أنها تضم شاشات كبيرة تعمل على مدار الساعة بكوادر سعودية مؤهلة؛ لتوضيح حالات المستشفيات، ومواقع تنقلات سيارات الإسعاف، ومهابط الإخلاء الطبي ومراقبة ومتابعة منصات ومؤشرات عدة. وتتصل الغرفة بالمركز الرئيس للقيادة والتحكم ب "الصحة"، الذي يتواصل بشكل دائم مع المنظمات الدولية؛ لضمان الاستعداد التام وسرعة مواجهة مهددات الصحة العامة بأعلى كفاءة. ويشكل مركز القيادة والتحكم حلقة الوصل بين مختلف الإدارات (أصحاب المصلحة) المعنية، إذ يشرف على تأهب القطاعات الصحية لمواجهة مهددات الصحة العامة، ويرأس الترصد الصحي لمواجهة هذه المهددات، كما أنه يقوم بتقييم المخاطر ومعالجتها قبل وفي أثناء وقوعها، وتمثل هذه المسؤوليات ثلاثة عناصر رئيسة أهمها: أولا التأهب الذي يسهم في تقليل احتمالية وقوع الحوادث الصحية (الأمراض) باتخاذ التدابير الوقائية، والإعداد الكافي بتحسين البنية التحتية للصحة، وتدريب الكوادر اللازمة وتعبئة الموارد اللازمة، وإعداد خطط العمل لتطبيقها لمواجهة أخطار الكوارث الصحية، والتدريب بالمحاكاة على خطط العمل لمواجهة الأخطار، وثانيا المراقبة الوبائية من خلال مراقبة (الترصد) وهي التهديدات المحتمل وقوعها، ومراقبة جاهزية الشؤون الصحية بالمنطقة وجميع المنشآت الطبية التابعة لها، أما ثالثا الاستجابة السريعة، حيث يرأس المركز مهددات الصحة العامة، ويقوم بتنظيم عمل أصحاب المصلحة في هذا الشأن، ومن ثم إصدار خطة عمل محددةٍ لمواجهة الكوارث الصحية المعنية، بالإضافة إلى مراقبة جميع عمليات الاستجابة للكوارث المعنية. وطُبق نظام طبي إلكتروني في مستشفيات ومراكز المشاعر المقدسة يوثق بيانات الحجاج بالتكامل مع وزارة الحج والمركز الوطني للمعلومات عند تسجيل الحاج في أي مرفق صحي بالمشاعر، كما يتم في غرفة القيادة والتحكم تتبع آلي لأكثر من 260 مركبة نقل إسعافي بمكةالمكرمة ومنطقة المشاعر والمدينةالمنورة، يمكن توجيهها بشكل فردي أو على مجموعات آليا إلى موقع الحدث وحسب الاحتياج، ومتابعة قافلة نقل الحجيج المنومين من مستشفيات المدينةالمنورة إلى مستشفيات عرفات، وبين مستشفيات منى وعرفات. إلى ذلك كثفت وزارة الصحة جولاتها الميدانية لقياس مدى التزام البعثات الطبية لحجاج الداخل والخارج، والمؤسسات الصحية في الاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية خلال موسم الحج لهذا العام 1443ه. وأوضحت الوزارة أن فريق لجنة الالتزام الرئيسة انتشر في عدد من المواقع للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية، والإجراءات الاحترازية، لتغطي تلك الجولات جميع أحياء مكةالمكرمة، والمدينةالمنورة، والمشاعر المقدسة. وقالت "الصحة": إن تلك الجولات التي وصل عددها حتى أمس إلى 3300 جولة منها 1400 جولة، وتركزت على البعثات والعيادات الطبية المرافقة لحجاج الخارج والداخل، تهدف إلى الحد من المخالفات الصحية، وتصحيح أي مخالفة يتم رصدها، للحفاظ على صحة ضيوف الرحمن، ومنع أي تفشيات للعدوى. وأضافت، خلال الجولات الميدانية الممتدة على مدار الساعة، رصد الفريق نحو (4222) مخالفة، حيث تم معالجة وتصحيح أكثر من 70 % منها، إضافة إلى تواصل متابعة عمليات تصحيح، ومعالجة كافة المخالفات، فيما تفاعلت اللجنة مع أكثر من 900 بلاغ، واتخذت اللازم حيالها. وكثفت الوزارة زياراتها الرقابية على المؤسسات الصحية، للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية، إذ بلغت تلك الزيارات 2900 زيارة، تم خلالها ضبط 301 مخالفة، بهدف رفع مستوى الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل المؤسسات الصحية الخاصة والعامة. وتتلقى "الصحة" بلاغات مخالفة الاشتراطات الصحية، والإجراءات الاحترازية في البعثات الطبية للحجاج، والمؤسسات الصحية عبر مركز اتصال الصحة 937.