أكدت دراسة تم نشرها في كتاب إلكتروني تم فسحه حديثاً من وزارة الإعلام في السعودية بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الصحة العامة والصحة النفسية في السعودية"، يسلط الضوء على نتائج دراسة موسعة شملت أكثر من 13 ألف مشارك من المملكة العربية السعودية وجميع مناطقها الإدارية. وركز الكتاب على دراسة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل: تويتر وسناب شات وتيك توك وانستغرام، وعلاقتها بالصحة العامة والصحة النفسية. كما ركز الكتاب في القسم الأول منه على وصف انتشار استخدام التواصل الاجتماعي في السعودية بين طبقات المجتمع المختلفة سواء الفئات العمرية أو مستوى الدخل أو المستوى التعليمي والجنس. وبدأ الكتاب بتوضيح سبب الدراسة أنه مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، حيث أن بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي وصلت إلى مستويات عالية من نسبة السكان من حيث الاستخدام اليومي في الكثير من الدول. ومع ارتفاع مستويات المستخدمين، وارتفاع مستويات التفاعل بين المستخدمين على هذه المنصات، جذبت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا الكثير من الجدل حول تأثيرها على العديد من الموضوعات الاجتماعية، بما في ذلك الآثار الصحية والسلوكية وبالتحديد آثارها على الصحة النفسية. قمنا بالبحث عن العديد من المقالات العلمية المنشورة والتي تدرس الروابط بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية والنفسية، ووجدنا معظمها كانت منخفضة الجودة من ناحية التصميم والمنهجية العلمية وأن الأدلة التي توصلوا إليها غير حاسمة. في مراجعة علمية أخرى تدرس العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والسمنة أظهرت العديد من الآثار الإيجابية المحتملة لاستخدام هذه المنصات بشكل أكبر من الآثار السلبية! ومن هنا بدأت الدراسات والبحوث بالتعمق في هذا الموضوع للوصول لدليل علمي عالي الجودة ينهي الجدل حول علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بالصحة النفسية والصحة العامة. وبعد تحليل البيانات بمنهجية الانحراف المعياري "Regression analysis" والذي تم فيه بناء نموذج إحصائي يتحكم بتأثير العمر والجنس والتداخل بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وجدت الدراسة أنه لا يوجد علاقة لمعظم وسائل التواصل الإجتماعي بالاكتئاب أو القلق. ولكن أظهر مستخدمو "TikTok" بشكل يومي معدل خطورة أعلى للإصابة بالاكتئاب بنسبة "26 %" عن المستخدمين بشكل غير يومي. كما أظهر مستخدمو "TikTok" بشكل يومي معدل خطورة اعلى للإصابة بالقلق بنسبة "33 %" عن المستخدمين بشكل غير يومي. كما أظهرت منصات أخرى ارتباطاً إيجابياً مع الصحة النفسية. وأوضح الكتاب أنه لا يعني هذا الارتباط أن استخدام هذه المنصات يزيد من احتمالية خطورة الإصابة بالاكتئاب أو القلق، وتطرق إلى تفسير هذه النتيجة بنظرية المجموعات العشوائية حيث تؤثر الطريقة التي نستخدم بها هذه المنصات على نوعية الأفراد الذين تجذبهم هذه المنصات والطريقة التي يتأثر بها هؤلاء الأفراد. وأوصى الكتاب بأنه يمكن استهداف مستخدمي هذه المنصات ببرامج التوعية للصحة النفسية وخصوصاً القلق والاكتئاب.