كتاب التفكير الناقد الذي أقر كمقرر دراسي هذا العام على طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية وجد نقداً لاذعاً، واستخفافاً بما ورد فيه من أفكار من قبل مجموعة من أنصاف المتعلمين عبر السوشل ميديا، وهم لم يدركوا أهمية المرحلة التي نعيش، وأنه لم يعد بإمكانك أن تحصر أبناءنا الطلاب في مقررات موجهة بعينها، كما كان يمكن ذلك في مرحلة ماضية، إن وزارة التعليم تسعى منذ عقدين من الزمن على إعادة النظر في المقررات الدراسية وعلى العمل على تجاوز ما كان يعانيه طلابنا في المقررات السابقة المعتمدة على الحفظ والاسترجاع وهي أقل درجات المخ، والتي تساعد بتكريسها على تبلد المخ، خاصة إذا ما عرفنا أن الحفظ يحيد درجات عليا في المخ تصبح غير مستخدمة مثل: التفكيك والتركيب، والاستنتاج والاستنباط والتحليل، لكونها منظومة مرتبطة ببعضها البعض، وإهمال البعض يؤثر على الكل. أعرف شخصياً أن هناك نصوصاً تحتاج لإعادة النظر في المقررات إلى يومنا هذا، وأن الوزارة تعاني كثيراً من الحاجة إلى تأهيل العاملين، وتطوير قدراتهم، أو التخلص من المعلمين القدامى غير القادرين على مواكبة التحديث والتطوير، وأقصد هنا في الفكر، وليس في التقنية فحسب. هذا المقرر الذي جاء باسم التفكير الناقد هو نقلة نوعية في مقرراتنا الدراسية، ومن قاموا على تأليفه مجموعة مفكرين وليسوا أشخاصاً عاديين، دعونا نتوقف عند المقدمة التي جاء فيها: لماذا ندرس التفكير الناقد؟ بعد التمهيد الذي يشير إلى التحولات التي نعيشها اليوم وأن جودة حياتنا تعتمد بالإضافة إلى معارفنا على جودة تفكيرنا وعمقه، يدعو الكتاب الطلاب إلى تعلم المهارات التي تمكنه من أن يتعامل ويفحص وينقد أية قضية أو يفكر في أي مشكلة تفكيراً موضوعياً، ولا يعمد على حفظ المعلومات والمعارف فقط، لذا نجد أنه يساعد على المنهج الاستقرائي، في استقراء الماضي والتنبؤ بالمستقبل، ويعين على اتخاذ قرارات مستقبلية في المواقف الحياتية، للحصول على نتائج صحيحة، ويأتي التأكيد في مقدمة الكتاب إن مهارات التفكير تمكن الطالب من امتلاك أدوات القوة العقلية نظرياً وعلمياً، وتجعلك حاملاً لقدرات في الذكاء والتفكير إلى جانب قدرات الفعل والممارسة، ومن المأمول أن تحدث نقلة نوعية في الحياة ترى آثارها مستقبلاً بوصفك مواطناً عالمياً مشاركاً بجدية في قيادة العالم صناعياً واقتصادياً واجتماعياً. إن طلابنا من الأجيال القادمة سوف يكونون قادرين بمشيئة الله على حل المشكلات، وعلى الوعي الاجتماعي الناضج، وكذلك على القدرة على التميز بين المتناقضات في كافة النصوص التي يقرؤون أو في المواقف الحياتية العامة. شكراً لوزارة التعليم على هذا المنجز العظيم، ونتوقع منهم مزيداً من المقررات المشابهة التي تساهم في بناء الإنسان السعودي، المواطن العالمي الإنساني كما ذكر في الكتاب، وشخصياً تمنيت ولا زلت أتمنى أن أقوم بتدريس هذا المقرر لما فيه من عائد عليّ أنا شخصياً قبل طلابي، وأتمنى من الزملاء في الميدان التعليمي أن يجدوا من الوزارة التأهيل الكافي لتدريس مثل هذه المقررات، وبالله التوفيق.