على قوافل الأمل والشوق، شدّ السوداني متوكل شريف رحاله إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ للمشاركة بمكتبته الإثرائية "الشريف الأكاديمية" في معرض المدينةالمنورة للكتاب والذي يقام خلال الفترة من 16-25 يونيو الجاري بمركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات. تكبّد شريف عناء الطريق وكلفة المسافات ووعثاء السفر على مطية الإدراك بأهمية الثقافة وتسويق العلم والدعاية للبصيرة التحصيلية من القراءة، ولم يأبه لما قد يتولّاه من مصادفات الزمن المحطمة للكثير ممن يدعون إلى سبيل المعرفة؛ فحمل معه زوجه وابنه وعقد النية وتوجه من السودان إلى العاصمة الرياض، ومن ثم سفراً برياً إلى المدينةالمنورة. وفي ممرات معرض المدينةالمنورة للكتاب تتوهج ابتسامة شريف بتفاصيل مليئة بالحياة والعيش على أمل الربح المعرفي قبل المادي، بنفس عظيمة عمِلَت على هذا الحال لأكثر من 35 عاماً في مجال نشر المعرفة والثقافة، قد حمل على عاتقه خلالها عناوين عقود اللؤلؤ المكتوب، وتفرد بهمة متّقدة وعزيمة متجددة، مع التناسي التام لبقية أمور حياته خلال المعرض، كمصاريف السكن والأكل له ولأفراد أسرته الذين يتقاسمون معه ابتسامة الأمل. لا يكلّ شريف من الوقوف أمام رفوف مكتبته وهو صاحب الستين عاماً ونيّفاً، وقد أوكل مهمة الحسابات لابنه أحمد، حيث يتواجد في وطنه الثقافي شامخاً ومعرّفاً بالكتب الموجودة لديه، مرحباً ومستقبلاً للباحثين عن خلاصة ثقافة فطاحلة السودان العريقة، الذين يزينون رفوف مكتبته. وعندما سُئل عن إصراره مع علمه بهذا العناء الكبير، قال: "دخول المدينة وزيارة الرسول ما تتعوض ثاني". ولخّصت دموعه تعابير الفرحة العظيمة حين زيارته الأولى لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلّم.