أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يُرِد سماع التحذيرات الأميركية قبل غزو روسيا لبلاده". وقال بايدن خلال حفل لجمع الأموال للحزب الديموقراطي: "اعتقَد كثيرُ من الناس أنني أبالغ عندما تحدثت عن هجوم روسي قبل أن يبدأ، وكان لدينا معلومات مؤكدة في هذا الاتجاه، والرئيس فلاديمير بوتين كان في طريقه لعبور الحدود، لكن زيلينسكي لم يرغب في سماع ذلك منا". وكانت الولاياتالمتحدة قد بدأت التحذير من استعدادات روسيا لغزو جارتها، قبل وقت طويل من إعلان الرئيس الروسي في 24 فبراير انطلاق "عملية خاصة" ضد أوكرانيا، لكن هذه التحذيرات الأميركية قوبلت بالتشكيك من قبل الكثيرين. ورداً على ذلك أعربت القيادة السياسية في "كييف" عن استيائها من هذه التصريحات، وقال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرهي نيكيفوروف: إن التصريح "يحتاج بالتأكيد إلى تفسير". وقال: إن زيلينسكي طالب مرارا من الشركاء الدوليين، بفرض عقوبات وقائية لإجبار روسيا على سحب قواتها المتمركزة بالفعل في المنطقة الحدودية. من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت: "إن بلاده ستنتصر بالتأكيد في نهاية الحرب التي بدأتها روسيا" وذلك في كلمة وجهها إلى اجتماع آسيوي أمني. وأضاف زيلينسكي، الذي كان يتحدث إلى حوار منعقد في سنغافورة: "أن بلاده غير قادرة على تصدير ما يكفي من الغذاء، بسبب الحصار الروسي، وأن العالم سيواجه أزمة غذاء ومجاعة حادة وخطيرة" وفي سياق ذلك وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، إلى كييف أمس السبت، لإجراء محادثات بشأن طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتعتزم مناقشة الكثير من النقاط المهمة حول طلب الانضمام مع الرئيس الأوكراني، ومن المتوقع أن تنشر المفوضية الأوروبية يوم الجمعة المقبل، تقييمها بشأن ما إذا كان يمكن منح أوكرانيا صفة (مرشح) لعضوية الاتحاد الأوروبي أم لا؟ إلى ذلك دعت رئيسة البرلمان الألماني بيربل باس، ونظيرها الأوكراني روسلان ستيفانتشوك، إلى انضمام أوكرانيا سريعا إلى الاتحاد الأوروبي. وفي مقال مشترك نُشر في مجلة "إنترناتسيونال بوليتيك"، دافع الاثنان عن منح أوكرانيا صفة (مرشح) للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وطالبا التكتل ببذل ما بوسعه لاحقا لضمان تنفيذ عملية الانضمام، بالسرعة التي تسمح بها معاهدات الاتحاد الأوروبي، موضحين أن التقارب مع الاتحاد الأوروبي سيستغرق بالطبع بعض الوقت، لكن يجب ألا يستمر لعقود. وأكد كل من رئيسة البرلمان الألماني ونظيرها الأوكراني: أن أوكرانيا جزء من أوروبا، وأنه لا ينبغي التشكيك في عزم أوروبا، وكتبا: "لا يمكن لأحد أن يكون له مصلحة في أوكرانيا ضعيفة وغير مستقرة، حيث يبتعد المواطنون عن أوروبا بسبب خيبة أملهم، الأمر نفسه ينطبق على دول غرب البلقان، وكذلك على جورجيا ومولدوفا". وجاء في المقال: أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، دعم اندماج أوكرانيا في الاتحاد بكل إخلاص، كما يجب توضيح ذلك في المجلس الأوروبي في يونيو المقبل". واعترفت باس وستيفانتشوك بأن الطريق إلى العضوية لن يكون سهلا، وكتبا: "حتى قبل الحرب، واجهت أوكرانيا تحديات كبيرة، والتحضير لمفاوضات الانضمام والمفاوضات نفسها تتطلب عملية إصلاح هائلة، والكثير من المثابرة والصبر"، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن أوكرانيا ستواجه مهمة طويلة لإعادة بناء البلاد، والتي تعهد الاتحاد الأوروبي بالفعل بتقديم دعم مكثف لها، داعين إلى "تسريع عملية إعادة الإعمار والإصلاح جنبا إلى جنب، بحيث يعزز كل منهما الآخر". وفي ذات الصدد حصل أكثر من 800 ألف شخص، في المناطق الانفصالية شرقي أوكرانيا على الجنسية الروسية، من خلال إجراء مبسط وسريع، طبقا لما ذكرته وكالة "تاس" الروسية للأنباء. ونقلت الوكالة عن وزارة الداخلية قولها: إنه تم رفض 1 % فقط من الطلبات المقدمة، من سكان جمهوريتي لوهانسك الشعبية ودونيتسك، كما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوما يسهل إصدار جوازات سفر للأشخاص في منطقة "دونباس". وسيتم توزيع الجوازات أيضا في مناطق احتلتها القوات الروسية، منذ بدء الحرب في فبراير الماضي، وسيتم طرح الروبل الروسي كوسيلة للدفع. وتتهم السلطات الأوكرانية القوات المحتلة بإجبار المواطنين على الحصول على الجنسية الروسية، وتخشى من ضم المناطق المحتلة وفي الوقت نفسه. وعلى الأرض حققت القوات الروسية بعض النجاح، من خلال هجماتها لمناطق قريبة من سلوفيانسك ومدينة سيفيردونيتسك، وتحاول الحصول على موطئ قدم في ضواحي هذه المناطق. الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني في لقاء سابق (رويترز)