يستقبل سوق السمك المركزي الجديد في محافظة القطيف مئات الآلاف من أطنان السمك بشكل يومي، مما يحقق عوائد اقتصادية هائلة تقدر بملايين الريالات يومياً، الأمر الذي يخلق سلسلة واسعة من الوظائف الإدارية والميدانية التي يلتحق بها الشبان. وأبان بائعون في السوق أن السوق ترده شاحنات محملة بالأسماك فيما يصدر السوق نحو 330 طناً عبر 22 شاحنة تزن كل واحدة 15 طناً يومياً، والسوق الجديد الذي يعد الأول من نوعه في المملكة يعد أحد أكبر أسواق الشرق الأوسط لبيع وشراء الأسماك، إذ يتداول فيه نحو 50 نوعاً من الأسماك المختلفة، كما أن السوق على موعد مع موسم الربيان المقبل. وشدد سعيد آل كفير أحد تجار سوق السمك المركزي الكبار على أهمية أن يعي المستهلك أن السوق به أكثر من 50 نوعاً من الأسماك، بيد أن الطلب الشديد ينحصر في أربعة أنواع فقط، وقال: "في نظري إن المستهلك بحاجة لرفع ثقافة الاستهلاك، فحين يكون سعر السمكة مرتفعاً عليه أن يبدل لطلب السمك الأقل سعراً، مما يسهم في توازن عملية العرض والطلب داخل السوق"، مضيفاً: "نحن نأمل أن يشهد السوق المركزي إنشاء بورصة سعرية للسمك تسهم في ضبط الأسعار بناء قاعدة العرض والطلب، فتصل للمستهلك بشكل واضح"، مشيراً إلى أن هناك تجارب ناجحة في هذا المجال ويمكن العمل على ما يفيد المستهلك والتاجر في نفس الوقت". ولفت إلى أن تفاوت الأسعار أصبح سمة في نفس الوقت ونفس نوع السمك، ففي محافظة الأحساء مثلاً نجد من خلال التجربة تفاوتاً في السعر، ولو كان هناك بورصة لتم ضبط السعر اليومي في أسواق التجزئة، مما يصب لمصلحة العميل في نهاية المطاف"، مشدداً على أن تضخم سعر الكيلو في السوق المركزي ليس في صالح لا المستهلك ولا التاجر، والمطلوب المحافظة على عملية توازن العرض والطلب. ورأى آل كفير الذي يعمل في السوق منذ عقود أن من المهم العمل على ما يشبه الإحصاء الشهري عن وفرة أو ندرة نوع معين من السمك سواء السمك المحلي أو السمك المستورد، وبخاصة أن سوق السمك المركزي في محافظة القطيف يشكل ثروة وطنية في مجال التجارة البحرية والأمن الغذائي، وقال: "من المهم أن الوقوف على حاجيات السوق من متطلبات نوع معين من الأسماك، والوقوف على أسباب قلة نوع معين من السمك ودراسة الأسباب، فكل ذلك له انعكاس اقتصادي على السوق، ومن الأسباب المعروفة التي تلعب في أسعار السمك ارتفاعاً أو انخفاضاً التغير المناخي، فحين تكون هناك حرارة شديدة يرتفع سعر السمك بسبب شح الصيد أو عدم نزول البحر بسبب رياح البوارح التي تتجاوز سرعتها ال50 أو ال60 كيلو متراً في الساعة، وفي هذه الحالة لا يدخل البحارة للبحر لصيد السمك، كما أن الحرارة تجعل السمك ينزل للعمق هرباً من حرارة سطح الماء في ظاهرة طبيعية قاعية". وأبان: من الأمثلة على واقع السوق بلوغ سمكة الكنعد لمستويات قياسية في الارتفاع قبل نحو 10 أيام، إذ وصل سعرها لنحو 60 ريالاً للكيلو، مشدداً على أهمية وجود بورصة سعرية لتشكيل ثقافة سعرية وإتاحة الفرصة لاختيار السمك المناسب لتصحيح أسعار بعض الأسماك، مشيراً إلى أن السوق فيه أكثر من 50 نوعاً ومن بين الأنواع أسماك ب20 ريالاً للكيلو أو أقل، بيد أن الكثير لا يعلم أو لا يريد تغيير أصناف السمك المعتادة، وقال: "هناك أسماك لذيذة جداً وسعرها مناسب على المستهلك الاتجاه لها وكلها طازجة". إلى ذلك انخفضت سمكة الكنعد في سوق السمك المركزي بمحافظة القطيف بعد وصولها لارتفاع قياسي بلغ 60 ريالاً للكيلو، وتراوح سعر الكيلو اليوم بين (35-40) ريالاً، فيما بلغ سعر الكيلو للكنعد الصغير 30 ريالاً، فيما بلغ سعر سمكة الشعري في سوق التجزئة ثلاثة كيلو ب100 ريال. يشار إلى أن معظم المستهلكين يفضلون أنواعاً محدودة من الأسماك في مقدمتها أربعة أنواع هي الهامور، الكنعد، الصافي، القرقفان. سعيد آل كفير