دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين اقتحامات غلاة المتطرفين اليهود وعناصرهم الإرهابية وجمعياتهم الاستيطانية للمسجد الأقصى المبارك وأداء طقوس تلمودية في باحاته بحماية شرطة الاحتلال وأجهزته المختلفة، والاعتداءات على المعتكفين والمرابطين ومحاصرتهم داخل المصلى القبلي. وأكدت الخارجية في بيان صحفي، الأحد، أن الاقتحامات هي أحد مظاهر الاحتلال الاستعماري العنصري ومفروضة بالقوة على المسجد، ولن تنشئ حقاً أو التزاماً من وجهة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بل هي تدخل احتلالي عنيف في شؤون المسجد الأقصى في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، عبر تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، كجزء لا يتجزأ من أهداف ومخططات الاحتلال المعلنة وعدوانه على القدس ومقدساته، بهدف تعميق تهويدها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بالقوة، واستكمال عمليات التطهير العرقي ضد أصحابها الأصليين. وحملت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات العنيفة ونتائجها على ساحة الصراع وتداعياتها على الجهود المبذولة لوقف التصعيد وإطفاء الحرائق التي يشعلها بينت لإطالة أمد حكومته، وحذرت من مخاطر التعامل مع الاقتحامات كجزء من الواقع القائم والتسليم بها كأمور باتت اعتيادية لأنها تتكرر يومياً وأصبحت جزءاً من واقع الأقصى. وأشارت إلى أنها تتابع ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من استهداف استعماري عنصري على كافة المستويات لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على دولة الاحتلال، لوقفها واتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لتوفير الحماية للقدس ومقدساتها. وحيت الخارجية صمود المقدسيين في وجه هذه الاقتحامات الاستفزازية، مشيرة إلى أن ازدواجية المعايير الدولية وغياب الإرادة الدولية لاحترام قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، باتت تشكل غطاءً وحماية للاقتحامات وللانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي، وهو ما يشجع دولة الاحتلال على التمادي بالتمرد على الاتفاقيات الموقعة والانقلاب عليها، والاستخفاف بإرادة السلام الدولية وبالتزاماتها كقوة احتلال. وكان اقتحم عشرات المستوطنين اليهود باحات المسجد الأقصى المبارك، الأحد، استجابة لدعوات جماعات ومنظمات الهيكل للاحتفال بما يسمى عيد «نزول التوراة»، أو ما يسمونه «الشفوعوت». وذكر أن المستوطنين اقتحموا «الأقصى» على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، الخاضع لسيطرة الاحتلال منذ احتلال شرقي القدس عام 1967. وأضاف المراسل أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي والقوات الخاصة التابعة لها، أمنت الحماية للمستوطنين خلال جولة الاقتحام الصباحية، ومنعت دخول المصلين إلى المسجد الأقصى. وكانت جماعات ومنظمات الهيكل قد دعت مناصريها من المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي ومكثف في العيد الذي يستمر على مدار يومي (الأحد والاثنين). وفي المقابل، دعا نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كل من يمكنه الوصول للمسجد الأقصى، إلى شد الرحال إليه، والتصدي للاقتحامات. وأدى المرابطون في المسجد الأقصى المبارك صلاة الضحى في ساحاته، والتي تستمر عادةً طيلة ساعات اقتحام المستوطنين له. وأغلقت قوات الاحتلال، أبواب المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، وحاصرت المرابطين داخله. ويعد ما يسمى «عيد نزول التوراة» من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام الهيكل المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر. وفي كل عام يتجمع المستوطنون في صبيحة يوم عيد «نزول التوراة» عند حائط البراق بالآلاف، وترتفع أصواتهم بالتوراة والمزامير. وتشهد مدينة القدسالمحتلة خلال الأعياد اليهودية تضييقات وتشديدات على الفلسطينيين من قبل شرطة الاحتلال، يتخللها عادةً إغلاق لشوارع المدينة وبلداتها ومداخلها، ونصب للحواجز العسكرية، بالإضافة لعمليات تفتيش وتضييق على المقدسيين وحركة تنقلهم، بهدف تأمين الحماية الكاملة للمستوطنين لأداء شعائرهم التلمودية.