استعرض وفد حكومي سعودي رفيع المستوى من خلال مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum (WEF) الذي اختتم أعماله يوم الخميس الماضي بمدينة دافوس السويسرية تحت عنوان: "التاريخ عند نقطة تحول.. السياسات الحكومية وإستراتيجيات الأعمال"، أبرز الإنجازات الاقتصادية والحضارية العملاقة التي تحققت في المملكة منذ انطلاقة رؤيتها 2030 في أبريل 2016. رغم تحديات النمو الاقتصادي التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا جائحة "كوفيد - 19"، وما تبعها من أحداث جيوسياسية ونقص في الإمدادات العالمية، وكذلك موجة من التضخم اجتاحت عدداً من دول العالم بمعدلات مرتفعة والتي وصفت بالتضخم المتسارع، إلا أن الوفد السعودي ومن خلال جلسات حوارية بعنوان: "المملكة العربية السعودية.. نظرة مستقبلية" تَمكن بنجاح وأسلوب مقنع من نقل رؤية المملكة 2030 إلى العالم ضمن القضايا والمحاور الثماني التي تناولها المنتدى، المتمثلة في التحديات المرتبطة بالمناخ والبيئة، وصنع اقتصادات أكثر عدالة، والتكنولوجيا والابتكار، والوظائف والمهارات، وتحسين بيئة الأعمال، والصحة والرعاية الصحية، والتعاون الدولي، والمجتمع والعدالة. من بين أبرز الإنجازات الاقتصادية التي تحدث عنها الوفد السعودي بالمنتدى، تحقيق الاقتصاد لمعدلات نمو مرتفعة جداً رغم التحديات والصعوبات التي واجهت الاقتصاد العالمي، حيث على سبيل المثال، نما الناتج المحلي الإجمالي ب 9.6 % في الربع الأول من العام الجاري، محققاً بذلك أعلى معدل نمو منذ العام 2011، والذي يعود سببه إلى الارتفاع الكبير الذي حققته الأنشطة النفطية بنسبة 20.4 %، بالإضافة إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة غير النفطية بنسبة 3.7 % إلى جانب تحقيق أنشطة الخدمات الحكومية ارتفاعاً بلغت نسبته 2.4 %، ويتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام بنسبة 7.4 %. وعلى صعيد نمو الاستثمارات الأجنبية، تَمكنت المملكة من رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة إلى الناتج المحلي من أقل من 1 % إلى 2.3 % في عام 2021، بحجم استثمارات بلغت قيمتها 20 مليار دولار. وتستهدف المملكة أن تصل نسبة الاستثمارات الأجنبية إلى الناتج المحلي الإجمالي 5.7 % بحلول العام 2030. وبمجال النشاط السياحي، تَمكنت المملكة من تحقيق تقدم نوعي ضمن مؤشر تطوير السفر والسياحة (Travel & Tourism Development Index – TTDI) الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث قد قفزت المملكةُ على المستوى العالمي إلى المركز 33، متقدمةً 10 مراكز مقارنة بعام 2019، هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد السائحين من 41 مليون سائح في عام 2019 مقارنة بالعام الذي سبقه إلى 63 مليون في العام 2021. وفي مجال تمكين المرأة السعودية تكنولوجياً، فقد تَمكنت من تحقيق قفزة نوعية حيث تبوّأت المرتبة 29 على مستوى العالم وهو ما يفوق المتوسط العالمي على مستوى مجموعة دول العشرين ودول أخرى على مستوى العالم والذي هو بحدود 27 %. هذه الإنجازات التي تَحدث عنها أعضاء الوفد السعودي بالمنتدى عززت من ثقة العالم بالإصلاحات المالية والاقتصادية، بما في ذلك المجتمعية التي شهدتها المملكة خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي ساهمت في التحسين من بيئة الأعمال وتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، وتعزيز التنافسية. وقد أشاد بورغه برنده رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة الوفد السعودي القوية بالمنتدى الذي ضم سبعة من كبار الوزراء، بما في ذلك وزيري الخارجية والمالية وكذلك بالتغيرات الضخمة التي شهدتها السعودية في مجالات عدة؛ منها الاستثمارات الحاصلة في مجال تنويع الاقتصاد والتكنولوجيات الحديثة والتعليم وبناء المهارات الوطنية. كما وأشاد بوضع النساء الآن في السعودية حيث أنهن على حد قوله يشكلن أكثر من 60 في المئة من نسبة الطلاب في الجامعات ويعشن حياتهن كجزء طبيعي من المجتمع. دون أدنى شك إن حضور الوفد السعودي للمنتدى، كان حضوراً مشرفاً ولافتاً في نفس الوقت، وبالذات في تَمكنه من المشاركة الفاعلة بالجلسات الحوارية التي تضمنها وإعطاء صورة حقيقية عن التقدم الحضاري المبهر الذي تعيشه السعودية على مختلف الأصعدة منذ انطلاقة رؤيتها 2030. ولعل اللافت أيضاً بالنسبة لحضور وفد المملكة نسخة منتدى هذا العام، إبرازه للتقدم غير المسبوق الذي حققته المملكة في مجالات وأنشطة اقتصادية وتكنولوجية حديثة عديدة لم تعتد التركيز عليها في الماضي بمثل هذه القوة وهذا الاهتمام، والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر؛ السياحة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والطاقة المتجدّدة، والطاقة الشمسية، واستخدامات الهيدروجين الأخضر والأزرق كمولدين للطاقة النظيفة، وليس ذلك فحسب، حيث نجح الوفد في شد انتباه الحضور بالمنتدى بالتغيّرات الحضارية الأخرى الضخمة التي شهدتها البلاد خلال فترة وجيزة من الزمن.