المنظمة التي توفر بيئة عمل إيجابية لموظفيها ستكون في النهاية هي الرابحة، نجاح المنظمة أو المنشأة يتحقق بعوامل كثيرة من أهمها وربما الأهم هو الرضا الوظيفي. بيئة العمل المادية والمعنوية هي التي تحقق الرضا الوظيفي إذا كانت تحترم إنسانية الموظف، وتلتزم بحقوقه مثلما تقيم التزامه بمسؤولياته وتحاسبه على التقصير. يعتقد بعض المديرين أن الحزم والمتابعة الدقيقة والمحاسبة وسياسة العصا هي الوسيلة الفعالة للنجاح، هذا الفكر الإداري لا يؤمن بمبدأ الرقابة الذاتية ولا يهتم بموضوع الرضا الوظيفي، هذه الفكر هو الذي يطالب الموظف في بعض المنشآت أن يعمل واقفا لمدة ثماني ساعات ولا يوفر له مقعدا للراحة في حالة الاحتياج، أو لا يعطي فترة راحة لمن طبيعة عملهم تتطلب الوقوف. إن سر نجاح العلاقة بين الموظف والجهة التي يعمل فيها هي تحقيق التوازن بين أهداف الطرفين. المدير الناجح هو الذي يجعل بيئة العمل تحقق هذا التوازن، قد تكون القوانين واضحة لكن المدير المباشر للموظف لا ينجح في أسلوب التعامل مع الموظفين فيمارس سلوكا مخالفا للقوانين مما يؤثر على الرضا الوظيفي وعلى الأداء. التعامل الإيجابي مع الموظفين يتطلب أمورا كثيرة منها: عدم التعامل مع الموظف بناء على افتراضات سلبية مسبقة، العدالة، التقييم الموضوعي، الاحترام، الثقة، توفير بيئة عمل إيجابية ماديا ومعنويا، اكتشاف قدرات الموظفين وتوفير فرص للتطوير، الترحيب بالمقترحات والمبادرات والأفكار الجديدة، الاهتمام بالجوانب الإنسانية للموظفين، وضوح المهام والمسؤوليات وآلية ومعايير التقييم، وضوح الأنظمة. تلك بعض الخطوات التي تعزز العلاقة بين الموظف والمنشأة التي يعمل فيها. خطوات لا تعني تدليل الموظف لكنها تعبر عن قناعة بأن تلك الخطوات تساهم في تحقيق الرضا الوظيفي وأن هذا الرضا هو الطريق إلى الانتماء والولاء والإنتاجية والتعامل الرائع مع العملاء.