سجّلت الولاياتالمتحدة 3 حوادث إطلاق نار عشوائي خلال أسبوع أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 13 أميركي، لتصل أعداد حوادث إطلاق النار منذ بداية عام 2022 إلى 198 هجوم. وبحسب بيانات منظمة "أرشيف عنف السلاح" في أميركا فإن متوسط أعداد الهجمات يصل إلى 10 هجمات أسبوعياً. ويعتبر هجوم بوفالو، نيويورك، السبت الماضي، واحد من أكبر هجمات العام الجاري، حيث قتل مطلق النار، بايتون جيندرون، 10 أشخاص لدوافع وصفتها شرطة نيويورك بالعنصرية. وتحقق وزارة العدل الأمريكية في حادثة يوم السبت في بوفالو، نيويورك باعتبارها جريمة كراهية وعمل من أعمال التطرف العنيف حيث تقصّد المهاجم استعراض رموزاً نازية أثناء قيامه بالهجوم. وخلال مؤتمر صحفي يوم الأحد، كشف مفوض شرطة بوفالو، جوسيه غراماغليا، أن بايتون جيندرون، 18 عام، كان يشكّل تهداداً عاماً للطلبة في مدرسته الثانوية منذ يونيو الماضي حيث تحدّث علانية عن الهجمات بالسلاح. وبحسب قائد شرطة بوفالو فإن المسلّح قتل شخصاً في مرأب السيارات قبل أن يتّجه إلى داخل المتجر ويقتل تسعة أشخاص دون أن يتمكّن حارس الأمن من إيقافه. وبحسب بيان الشرطة فإن الضحايا العشرة الذين قتلوا في الهجوم كانوا من السود الأميركيين. ويقول مارك فولمان، الباحث في حوادث إطلاق النار في الولاياتالمتحدة لشبكة الأنباء الوطنية الأميركية "NPR" أن معظم حوادث إطلاق النار في الولاياتالمتحدة لا تحدث بالمصادفة، ففي كل حادثة تقريباً يكون المهاجم قد قام بسلوكيات تدلّ على إجرامه دون توفّر نظام قانوني واجتماعي مناسب للتعامل مع مثل هذه المؤشرات. ويقول فولمان، الذي نشر كتاب "Trigger Points" عن إطلاق النار الجماعي في أميركا، أن الولاياتالمتحدة تسئ فهم مسألة الأمراض العقلية حيث يتم التعامل مع مطلقي النار على أنّهم مغيبون عن الواقع تماماً ولكن هذا ليس حقيقي. مضيفاً "هناك عدد كبير من الأمراض والاختلالات العقلية التي تختلف فيما بينها، وفي معظم حوادث إطلاق النار، يكون هناك عملية تفكير عقلانية وواعية إلى حد كبير لدى المهاجم ليتمكن من التخطيط وتنفيذ هجماته". وأوضح فولمان، المهاجم في مدينة بوفالو مثلاً تقصّد عرض رموز عنصرية نازية، وقام ببث جريمته مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وارتدى درعاً واقياً من الرصاص، وكل هذه المؤشرات تدلّ على أننا كنا أمام شخص خطير كان من المفترض أن يتم اكتشاف توجهاته منذ زمن طويل.