قُتل ثلاثة جنود وثلاثة أطفال في هجوم انتحاري استهدف مركبة عسكرية شمال غربي باكستان، قرب الحدود مع أفغانستان، على ما ذكر الجيش الباكستاني أمس الأحد. وفجر المهاجم سترته الناسفة عندما مرت مركبة تابعة للجيش الباكستاني عبر سوق في ميران شاه، شمال وزيرستان البعيدة 25 كيلومترا فقط عن الحدود الأفغانية. وأعلن الجيش الباكستاني مقتل ثلاثة أطفال وثلاثة جنود في هذا "الهجوم الانتحاري". وصرح مسؤول محلي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، أن "الانتحاري وصل مشيا على الأقدام وفجر نفسه عندما مرت سيارة تابعة لقوات الأمن". واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في بيان: أن "قتلة الأطفال الأبرياء هم أعداء الإنسانية والإسلام". وأضاف، "لن نعيش في سلام حتى نطارد هؤلاء الهمجيين ومن يدعمهم". ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن حركة طالبان الباكستانية تنشط منذ فترة طويلة في هذه المنطقة الحدودية، حيث تنفذ عملياتها عبر الثغرات الحدودية بين البلدين. وتتهم طالبان الباكستانية بالسماح لهذه الجماعات باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو ما نفته كابول مرارًا. ورغم عدم وجود ارتباط بين طالبان الأفغانية وتلك الباكستانية، إلا أن الحركتين تتشاركان ذات الفكر، وقد شنّت طالبان الباكستانية هجمات دامية كثيرة في باكستان منذ تأسيسها عام 2007 وحتى عام 2014. وعادت بقوة منذ أكثر من عام بعد أن أضعفتها عمليات مكثفة للجيش، ما أجبر إسلام أباد على الشروع في مفاوضات مصحوبة بوقف لإطلاق النار في نهاية العام الماضي لأول مرة منذ 2014، بوساطة من حركة طالبان الأفغانية. لم تسفر هذه المباحثات عن أي نتيجة، لكن حركة طالبان باكستان أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر وقفا جديدا لإطلاق النار بمناسبة عيد الفطر، تم تمديده حتى 16 مايو. طلبت وثيقة من حركة طالبان باكستان تصف الهدنة واطلعت عليه وكالة فرانس برس من المقاتلين "عدم انتهاك القرار الذي اتخذته القيادة المركزية". تجمع حركة طالبان الباكستانية تيارات مختلفة لا تحترم بالضرورة جميع القرارات التي تتخذها قيادة الجماعة. كما أعلنت الشرطة الباكستانية الأحد مقتل اثنين من التجار السيخ على يد مسلحين اثنين على متن دراجة نارية في ضواحي بيشاور (شمال غرب) على بعد 30 كيلومترا من الحدود الأفغانية.