تماسك النفط على إثر انخفاض طفيف في التعاملات الآسيوية ليوم أمس الاثنين، 9 مايو، استعداداً لارتداد صعودي لاختراق 115 دولارا للبرميل، وتراجعت أسعار النفط إلى جانب أسواق الأسهم في آسيا بفعل مخاوف من أن الركود العالمي قد يضعف الطلب على النفط، فيما أثرت على المعنويات التخفيضات في أسعار البيع الرسمية الأخيرة في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن العقبات التي اعترت تنفيذ حظر على النفط الروسي على مستوى الاتحاد الأوروبي. وفي الساعة 10:43 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0243 بتوقيت غرينتش)، انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو بمقدار 40 سنتًا للبرميل (0.36 ٪) عن الإغلاق السابق عند 111.99 دولارًا للبرميل، في حين انخفض عقد الخام الحلو الخفيف، الأميركي لشهر يونيو بمقدار 51 سنتًا للبرميل (0.46 ٪) بسعر 109.26 دولارات للبرميل. وخفض عملاق الطاقة، شركة أرامكو السعودية، في إشعار بتاريخ 8 مايو، جميع أنواع النفط الخام الرسمية الخاصة بها، لأسواق آسيا، وأسواق أوروبا والبحر المتوسط، لشحنات التحميل في يونيو، في إشارة إلى أن الإغلاق الوبائي في الصين وارتفاع أسعار الوقود قد بدأ في التأثير على الطلب. وقال المحللان وارن باترسون، وونيو ياو، في استشارية النفط "أي ان جي"، في مذكرة يوم الاثنين: "لقد أثر الإغلاق في الصين على الطلب المحلي على الوقود ومن المرجح أن يؤثر ذلك على عمليات تشغيل المصافي، وهو ما سيقلل بدوره الطلب على النفط الخام". وأضافا، أن أسعار وقود الطائرات المرتفعة بدأت بالفعل تؤدي إلى تدمير الطلب في بعض البلدان. وكان من المقرر تأجيل جميع الرحلات الداخلية النيجيرية إلى أجل غير مسمى اعتبارًا من 9 مايو بسبب ارتفاع تكلفة وقود الطائرات، حسبما أفاد اتحاد مشغلي الخطوط الجوية النيجيرية في 6 مايو. وفي أواخر الأسبوع الماضي، صعدت مؤشرات النفط الخام إلى مستويات عالية لم تشهدها منذ 18 أبريل، بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لفرض حظر تدريجي على الخام الروسي والمنتجات المكررة لتصل للصفر بحلول نهاية العام، ولكن تبدو هذه الخطة الآن موضع شك، بعد أن عارضتها العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك المجر وسلوفاكيا والتشيك، بسبب اعتمادها الكبير على النفط الروسي، والتقى سفراء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 في 8 مايو للمضي قدمًا في الحظر دون نجاح، على الرغم من التخطيط لمزيد من المحادثات في الأيام المقبلة. وقال باترسون وياو في مذكرتهما "منحت المجر وسلوفاكيا بموجب الاقتراح الأخير، مجالاً للتخلص من النفط الروسي حتى نهاية عام 2024، بينما سيكون أمام جمهورية التشيك الفرصة حتى يونيو 2024". "ومع ذلك، يبدو أن هذا لم يكن كافيًا للمجر، التي تواصل منع الحظر المخطط له. وإذا استمرت هذه المحادثات، فيمكننا أن نرى بعض ضغوط البيع تعود إلى السوق، وهو ما يبدو أننا نشهده بالفعل في وقت مبكر من التعاملات الصباحية في آسيا". وقال نائب رئيس الوزراء البلغاري في وقت متأخر يوم الأحد، على الرغم من ذلك، أن البلاد ستستخدم حق النقض ضد العقوبات النفطية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا إذا لم تتراجع عن الحظر المقترح. وقال "المحادثات ستستمر اليوم الثلاثاء أيضا، وقد تكون هناك حاجة إلى اجتماع للزعماء لاختتامها. وموقفنا واضح جدا، إذا كان هناك استثناء لبعض البلدان، فنحن نريد أن نحصل على عدم التقيد أيضا". وتعهدت دول مجموعة السبع بحظر أو إنهاء واردات النفط الروسية، وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم الأحد إن اليابان، وهي جزء من مجموعة السبع وواحدة من أكبر خمسة مستوردين للخام في العالم، ستحظر واردات الخام الروسي "من حيث المبدأ". وكانت مقايضات خام دبي أعلى في منتصف التعاملات الصباحية في آسيا في 9 مايو، عن الإغلاق السابق، على الرغم من تفاوت الفروق بين الأشهر، بحسب بلاتس. وتم ربط سعر مقايضة دبي لشهر يوليو عند 103.91 دولارات للبرميل عند الساعة 10 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0200 بتوقيت غرينتش)، بارتفاع 1.18 دولار للبرميل (1.15 دولارًا) عن إغلاق السوق الآسيوية في 6 مايو. وتم ربط فرق السعر بين شهري يونيو ويوليو في دبي عند 2.41 دولار للبرميل في الساعة 10 صباحًا، بانخفاض 7 سنتات للبرميل خلال نفس الفترة، وتم ربط فارق السعر بين شهري يوليو وأغسطس عند 2.06 دولار للبرميل، بزيادة 4 سنتات للبرميل. وتم ربط مؤشر برنت - دبي لشهر يوليو عند 8.21 دولار للبرميل، بانخفاض 78 سنتا للبرميل. وقالت تينا تنج، المحللة في أسواق سي ام سي: "إن معنويات المخاطرة الأوسع التي أثارتها مخاوف الركود، وعمليات الإغلاق في الصين هي العوامل الرئيسة التي تضغط على أسعار النفط". كما أن الأسواق المالية العالمية تشعر بالرعب من المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة وإغلاق الصين الوبائي الممتد الذي يضر بثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وقالت تنج "إن عمليات الإغلاق الجارية في الصين قد تستمر في التأثير على أسعار النفط في المدى القريب". مشيرة إلى أن خفض السعودية للأسعار يعكس أيضا المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط. ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن التهديد المستمر بالتصعيد في حرب أوكرانيا، فضلاً عن احتمال فرض مزيد من العقوبات من قبل الغرب، سيبقيان أسعار النفط مرتفعة في الوقت الحالي.