ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام في منتصف الصباح من التعاملات الآسيوية ليوم أمس الأربعاء 20 أبريل، مع تعويض كلا الخامين لخسائرهما بعد انخفاضهما بأكثر من 5٪ خلال الليل بسبب تجدد المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط. وجاء انتعاش أسعار النفط من خسائر حادة في الجلسة السابقة حيث هيمنت المخاوف بشأن تقلص الإمدادات من روسيا وليبيا، في حين أظهرت بيانات الصناعة انخفاضًا في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. وفي الساعة 10:28 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0228 بتوقيت جرينتش)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت لشهر يونيو بمقدار 75 سنتًا للبرميل (0.7٪) عن الإغلاق السابق عند 108 دولارات للبرميل، في حين ارتفع عقد الخام الحلو الخفيف في بورصة نيويورك لمايو 69 سنتًا للبرميل (0.67٪) بسعر 103.25 دولار للبرميل. وقالت مصادر صناعية إنه بعد الارتفاع الصعودي لأربعة أيام والذي شهد إضافة عقود خام برنت للشهر الامامي ما يقرب من 15 دولارًا للبرميل من حيث القيمة، من المحتمل أن تكون أسعار النفط على أهبة جني الأرباح، مما ساهم جزئيًا في انخفاض كلا الخامين القياسيين بنسبة 5.2٪ بين عشية وضحاها. وقال محللون إن مخاوف الطلب نشأت أيضًا بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لهذا العام والعام المقبل، مشيرًا إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا كعامل. وحذر من أن التضخم أصبح الآن "خطر واضح وقائم" للعديد من البلدان. وقال محللا أبحاث "ايه ان زد"، بريان مارتن، ودانيل هاينز، في مذكرة بتاريخ 20 أبريل: "إن تجدد عمليات الإغلاق في الصين، وارتفاع العوائد وخفض النمو الاقتصادي، أدت إلى تعرض أسعار السلع للضغط". وخفض صندوق النقد الدولي، في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في 19 أبريل، توقعاته للنمو العالمي في عامي 2022 و2023 إلى 3.6٪، مشيرًا إلى الضرر الاقتصادي الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وتشير التوقعات إلى تعديل تنازلي قدره 0.8 نقطة مئوية و0.2 نقطة مئوية، على التوالي، من توقعات يناير. ومع ذلك، استمرت أسواق النفط في رؤية الأساسيات المتدهورة، مما حد من أي جانب هبوطي للأسعار. وأعلنت ليبيا عن قوة قاهرة على صادرات النفط الخام من مرسى البريقة في 19 أبريل، بعد وقت قصير من إعلانها القوة القاهرة على صادرات نفط مليته وكذلك الصادرات من ميناء الزويتينة النفطي. وفقدت البلاد أكثر من 500 ألف برميل في اليوم من إنتاج الخام بسبب إغلاق الموانئ وإغلاق الحقول، مما زاد من المشاكل المالية للبلاد التي مزقتها الصراعات في وقت ترتفع فيه أسعار النفط. وقال المحللون في وكالة ستاندرد آند بورز العالمية في مذكرة بحثية بتاريخ 19 أبريل إن الوضع قد يكون مماثلاً لانتخابات 2014 المتنازع عليها في ليبيا حيث ظهرت الحكومات المتنافسة الحالية، والتي حدت الإنتاج دون 500 ألف برميل في اليوم لما يقرب من عامين. وقال المحللون "ان مخاطر الاضطراب تنبع أيضًا من عدد لا يحصى من الميليشيات المسلحة تسليحًا جيدًا، والتي لا تخضع لأي حكومة ويمكن أن تستغل عدم الاستقرار السياسي لتعزيز مصالحها الخاصة". وتميل المخاطر إلى الجانب السلبي "لتوقعاتنا لإمدادات النفط الخام الليبية عند مليون برميل يوميا في عام 2022 ". وذكرت تقارير أن مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة سجلت سحب 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 أبريل بينما توقع المحللون في استطلاع "أس آند بي" في 18 أبريل سحب 800 ألف برميل. وكانت مقايضات خام دبي وفروق الأسعار بين الأشهر أقل في منتصف التعاملات الصباحية في آسيا في 20 أبريل مقارنة بالإغلاق السابق. وتم ربط عقد مقايضة دبي لشهر يونيو عند 101.14 دولار للبرميل في الساعة 10 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0200 بتوقيت جرينتش)، بانخفاض 3.73 دولار للبرميل (3.56٪) عن إغلاق السوق الآسيوية في 19 أبريل. وتم ربط فرق السعر بين شهري مايو ويونيو بدبي عند 1.72 دولار للبرميل في الساعة 10 صباحًا، بانخفاض 33 سنتًا للبرميل خلال نفس الفترة، وتم ربط فارق شهري يونيو ويوليو عند 1.47 دولار للبرميل، بانخفاض 36 سنتًا للبرميل. وتم ربط مؤشر برنت ودبي لشهر يونيو عند 6.30 دولار للبرميل، بانخفاض 1.21 دولار للبرميل. وقال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في "أي ان جي" ومقره سنغافورة: "ربما كان البيع بالأمس على خلفية مراجعات صندوق النقد الدولي مبالغًا فيه". مضيفاً "أعتقد أن المخاطر لا تزال تميل إلى الاتجاه الصعودي، مع احتمال حدوث مزيد من الاضطرابات من ليبيا، ولكن الأهم من ذلك، احتمال قيام الاتحاد الأوروبي بحظر النفط الروسي." وشهدت أسعار النفط العالمية تقلبات، مدفوعة بتضيق توقعات المعروض بعد العقوبات المفروضة على روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم والمورد الأوروبي الرئيسي، بعد غزوها لأوكرانيا، الذي وصفته موسكو بأنه "عملية خاصة". ومع ذلك، فإن التوقعات الاقتصادية العالمية الضعيفة وعمليات الإغلاق المستمرة للجائحة في الصين والتي أضرت بالطلب في أكبر مستورد للخام في العالم تؤثر على الأسعار.