«التضامن الإسلامي» مفهوم تبنته المملكة منذ عقود طويلة من الزمن، وحرصت على تحقيقه واقعياً؛ لما فيه من معانٍ سامية تؤدي إلى وحدة الأمة الإسلامية، وتعزيز مكانتها بين الأمم. والمملكة تضع التضامن الإسلامي ضمن أولوياتها، وتعمل على جعله حقيقة من خلال جمع شمل الأمة، وتحقيق مصالحها المشتركة التي تفوق وببونٍ شاسع أسباب اختلافها، فالأمة الإسلامية لديها من المشتركات الشيء الكثير، وفي مجالات شتّى؛ تستطيع من خلالها تعبيد أرضية مشتركة مستدامة، تقودها إلى أن تصبح قوة لها تأثير، أكثر من كونها دولاً تبحث كلٌ منها على حدة عن مصالحها التي هي ضيّقة؛ قياساً على كونها دولاً متضامنة ذات صوت قوي مسموع. قيادتنا بحكمتها وحنكتها، وتزعّمها العالم الإسلامي تبذل جهوداً عظيمة من أجل أن يكون تضامن الأمة أمراً مستداماً، وتذلل العقبات كافة التي تحول دون تحقيق هذا المفهوم، الذي أصبح في ظل المتغيرات العالمية أمراً لا بد من تعزيزه وتقويته، وما أدل على ذلك من استقبال قيادتنا لرئيس الجمهورية التركية، ورئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وهما من أكبر الدول الإسلامية التي لها تأثير في محيطها، وبحث أوجه التعاون الثنائية كافة معهما، وبالتأكيد كان تعزيز التضامن الإسلامي من الموضوعات التي تم بحثها، كونه موضوعاً مهماً يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام. ومن مظاهر اهتمام المملكة بالعمل الإسلامي المشترك أنها تضم على أرضها الطاهرة أكبر المنظمات الإسلامية، ممثلة بمنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي اللتين تقومان بمجهودات جبارة من أجل تعزيز العمل الإسلامي المشترك، وتطويره وأخذه إلى آفاق أوسع وأرحب؛ لتحقيق مفهوم التضامن في أحسن صوره؛ وصولاً إلى التكامل المنشود على الصّعُد كافة، وهذا الأمر هو ما تسعى إليه المملكة؛ كونها رائدة العالم الإسلامي قولاً وفعلاً.