يمر العيد هذا العام، والعالم يقف على حافة حرب خطيرة، ونذُر مواجهة مخيفة بين روسيا والغرب قد يتصاعد شررها في أي لحظة، هذا بخلاف احتمال دخول قوى دولية أخرى على خط المواجهة، وتوسيع دائرة الصراع بشكل لا يمكن أن يبقى أحد بمنأى عن تداعياته وارتداداته، وفي ظل هذا الوضع المحموم، تبزغ المملكة كواحة استقرار وسلام وأمان في هذا المحيط الملتهب، لتثبت مرة أخرى مناعة هذا الوطن المبارك وسط كم التحديات والمنعطفات والتحولات الهائلة التي مرت بها عبر مراحل عديدة وخرجت منها جميعاً أكثر قوة وتماسكاً وأشد منعة ضد المهددات والمخاطر. مرت المملكة في العقود الماضية بأحداث إقليمية عدة، وواجهت ومازالت خصوماً يتربصون بها ويحيكون مؤامرات متواصلة، للإضرار بها وضرب أمنها واستقرارها، لكن المملكة بثقلها ورزانة موقفها وبعد نظرها تحولت إلى محطة رئيسة لزعماء العالم وقياداته، وأصبحت الدول التي عادت المملكة تطلب ودها، وتسعى لإعادة المياه لمجاريها، بل وتطلب عونها في ظل التوتر العالمي، والصعود التاريخي لأسعار النفط. من يتأمل مسيرة المملكة مع كل هذه التحديات والمخاطر يدهش لهذا الصمود المذهل، إذ خرجت سالمة من معركتها مع الإرهاب، ووقفت سوراً منيعاً أمام طيش زعماء إقليميين ومغامراتهم المجنونة، ونجت من جائحة كورونا بواحدة من أعظم قصص النجاح في مواجهة وباء عالمي رهيب، وخاضت حرباً عادلة لنصرة أشقائها في اليمن، وفي الوقت ذاته قدمت ملحمة إنسانية في إغاثة اليمنيين، وتوفير حياة كريمة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ناصبتها دول إقليمية، فسقطت كل المؤامرات، وبقيت المملكة في قصة صعود مستمر، ومسيرة مجد لا ينقطع، في صيرورة تاريخية لوطن شامخ ومنيع. «ربِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».