يمثل افتتاح السيد محمد شهباز، رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، جولاته الخارجية بزيارة المملكة، امتداداً للدور المحوري الذي تتمتع به هذه البلاد المباركة في العالم الإسلامي والعالم قاطبة، وما تمثله من مرجعية سياسية واقتصادية ودينية، وقيادة حكيمة لا غنى عن نصحها والتشاور معها، وكسب دعمها ومؤازرتها كسند صلب في مختلف الأوقات، وهو ما تضمنته -قطعاً- زيارة شهباز ومحادثاته في المملكة للعبور الآمن بجمهورية باكستان الشقيقة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، فالمملكة عضد دائم لأشقائها، ومرجع حكيم يستقى منه الرأي الصائب، والنصيحة الثمينة. عودة التنسيق السعودي - الباكستاني إلى وتيرته السابقة، ينقل العلاقات لآفاق جديدة، ويمثل تطوراً جيواستراتيجياً مهماً من شأنه تمتين العمل الإسلامي، وتقوية العمل المشترك فيما يخص العلاقات الثنائية من جهة وقضايا العالم الإسلامي من جهة ثانية، في ظل المتغيرات الكبرى التي تسود العالم، والتحديات الخطيرة التي تخيم على المشهد الدولي جراء الحرب في أوكرانيا وتعمق حالة الاستقطاب السياسي. خلال أيام قليلة استقبلت المملكة عدداً من القيادات الإسلامية، حيث استقبلت مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية، والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، ثم رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، في حراك دبلوماسي معتاد يرمي دائماً لتعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وتمتين الروابط الإقليمية، حيث تبوأت المملكة في هذا العهد الزاهر مكانة دولية بارزة، وباتت لاعباً رئيساً في صنع القرار الدولي، من خلال عضويتها في مجموعة العشرين، ومن خلال دورها الوازن في منظمة أوبك، وهذه المكانة البارزة نصبتها قائدة للعالم الإسلامي في لحظة دولية فاصلة، وهو دور يليق بحجمها وبعدها التاريخي والإسلامي، كما يعد نتيجة موضوعية لسياساتها المعتدلة ومواقفها المبدئية في دعم الاستقرار والسلام في العالم، واحترام سيادة الدول، بخلاف دول أخرى تدفع ثمن سياساتها التدخلية وتصديرها الإرهاب والفوضى، قطيعة دولية وحالة عزلة مزمنة.