الخط لسان اليد وبهجة الضمير وسفير العقل ووحي الفكر وسلاح المعرفة. يُعرّف الخط بأنه فن شكل وتصميم الكتابة ورسم حروف اللغة، وارتبطت فنون الخط بالحضارة العربية الإسلامية أينما حلّت في آسيا وأفريقيا وأوروبا؛ فلقد أثّرت الممارسات الجمالية الخطية العربية على فنون الحضارات الأخرى كالفن في أوروبا لو وددنا تذوق جماليات روائع الآثار في المباني التاريخية والمتاحف الفنية. هناك قبور عليها كتابات عربية، وأختام مثل ختم حاكم صقلية روجر والمكتوب فيه (الحمد لله شكراً لأنعمه) وصليب أيرلندا مكتوب عليه (بسم الله) وزخارف بالخط الكوفي ذي الأصول الحجازية في عدة كنائس أوروبية، كما زخرف الخط العربي بعض العمائر والقصور الملكية في أوروبا، وأبواب قصور في إيطاليا، بريطانيا وفرنسا، كان لتلك النماذج الخطية العربية في أعمال الزجاج والخزف الإسلامي، كان لها تأثير عالي في كامل أوروبا، واستخدمها فنانون في أعمالهم مثل بيزانلو إيطالي 1395 و وافبر يانو 1311 وجيوتو 1276 فيليبوليبي 1450، ومن الحديثين بول كلي ألماني 1914 وكارل جورج هوفر 1911 مارسيه، جان ودافيدنيل وغيرهم الكثير. إن الخط Line عموماً هو من العناصر التشكيلية الأساسية المهمة؛ نظراً لصفاته وقيمه الكامنة في حركية الحركة في أي اتجاه على السطوح ثنائية وثلاثية الأبعاد، وتمنح الخطوط المساحة وتولد الكتلة وتُظهر التباين الإيقاع والتناسق وتثير في النفس الإحساس بالسعادة والجمال، ففي حركة وكتلة الخطوط ما تجعلها تتراقص في رونق مستقل، يحقق إيقاعاً وتناغماً عجيباً وتنوعاً شديداً، وكأنها سحر الفنان. وذلك ما نشاهده من جماليات الدقة والغلظ، وانحناءات وامتدادات، وتمايل وتراقص وإشباع، نعومة، خشونة، استقرار، ثبات سكون هدوء، دوران، زاوية، أفقي، رأسي، نقاط، تشكيلات، رشاقة، مرونة، إيقاع رياضي، هندسي، وحر، طواعية خطية عربية لا منتاهية التعبير والتأثير. لتوضيح تأثير العرب على تطور المجالات المحددة التالية: * المعادن: أخذ الأوروبيون من العرب صناعة الأباريق البرونزية والنحاسية راج في القرن الخامس عشر في البندقية صناعة الأباريق العربية المزخرفة بكتابات وزخارف عربية. * النسيج: بنى العرب مصانعَ في صقلية أيضاً كان لها دور في تطور صناعة الحرير والأقمشة والملابس في إيطاليا، وأخذوا مصطلح فستان، الموسليني بكدادينو، جرانادين غرناطي، تابي.. وغير ذلك من مصطلحات ذات أصول عربية. * السجاد: غطّت الزخارف العربية أرضيات معظم قصور أوروبا والعالم في القرون 17 و16 والتي كانت من السجاد الإسلامي، كما اتضح من رسوم الفنانين الأوروبيين. ولما تطورت صناعة السجاد في إيطاليا وهولندا كان التأثير لازال باقياً، وأخذ في التراجع مع ظهور الباروك والركوكو. * الكتب العلمية: انتشرت الكتب العلمية العربية من طب وفلك وطبيعة وغيرها من فنون بنسخ كثيرة من ثلاث جهات لأوروبا، من صقلية جنوبا، والأندلس غرباً، وتركيا شرقاً. إن للخط العربي مهارات بدنية عضلية حسحركية؛ تتطلّب تآزراً وتوافقاً بصرياً وحركياً ويدوياً عضلياً بمقاسات صغيرة دقيقة، تبدأ في التعليم والصقل من سن ست سنوات ويتمكن منها الإنسان وهو طفل في الثامنة والتاسعة. كان للفنان العربي شعور بمسؤولية دعوية لوجه الله ودينه ونبيه، فحب العرب والعربية من الإيمان؛ لأن القرآن وخاتم الأنبياء ولغة أهل الجنة العربية. فمن تراث العرب وجدنا كتباً وكراريس لتعليم فن الخط العربي وصناعة الأقلام والأحبار والورق والزخرفة والتلوين والتذهيب والتجليد ورسم الخرائط وكتب العلم والطب والمعرفة، وبقية الصناعات والفنون التطبيقية المختلفة. ولتطوير فن الخط العربي وما يتبعه من مجالات فنية وتصميمية يحتاج الفرد العربي تطوير ذاته فكرياً ويدوياً أولاً، فالإبداع والجمال الفني هو من صناعة وإنتاج الإنسان بالأساس، لذا يقع على كل فرد مسؤولية تحسين خطه الذي قلما يكتب به اليوم مع انتشار الكمبيوترات، وهناك خطوات لتعلّم الخط وتطوير المهارات الخطية الفنية يتبعها كالتالي: * اختيار مكان مناسب، وضع الكرسي والإضاءة بوضع مرتاح غير متعب ومسيطر فيه على الورق. * الإمساك بالقلم بين 3 أصابع من الأعلى وأصبعين أسفل. * الحفاظ على وضع الذراع وملائمته للورقة، الساعد على الطاولة والذراع ملاصق للجسم لسهولة حركة المعصم واليد السليمة تجعلك تكتب لمدة طويلة. * اختيار القلم الجيد لا حبر زائد ولا ناقص يقطع الورق والكتابة. * اتخاذ وضعية القلم. * الكتابة بشكل افتراضي على الهواء. * التدرب على الكتابة والتحسن. * اختيار عينات كتابية جميلة بديعة لعظماء الخطاطين ومحاكاتها. * الكتابة ببطء وبتروٍ واختيار أجود المواد وأجمل التصميمات. * أخذ دروس في فن الخط وأنواعه حتى تجيد وتتميز في مجموعة منها. وهناك مهارات خاصة بإجادة وإتقان الخط العربي هي؛ حسن التشكيل إظهار الحروف بشكلها الصحيح وتتطلب مهارات: * التوفية: يرسم الحرف كامل الشكل فيكون الحرف المقوس، والمنحنى، المسطح والقائم. * الإتمام: رسم الحرف تام الطول أو القصر دقةً وغلظاً. * الإكمال: كامل مع التهجئة. * الإشباع: تساوي رسم الحروف في السماكة والحبر. * الإرسال: الاستمرار وعدم الانقطاع. o حسن الوضع: وضعية الحروف من الأربع الصفات الآتية: أ- الترصيف: رصف الحروف جوار بعضها رصفاً. ب- التأليف: جمع الحرف بغيره بشكل يلائمهما. ج- التسطير: صف الحروف والكلمات على سطر أساس مضبوط، يشتق منه سطرا القمة والقاع للحروف الصاعدة والنازلة. د- التنصيل: رسم نهايات الحروف بدقة. وهناك إرشادات عامة تفيد الفنان الخطي الناشئ هي:- * ترك مسافة بين كل كلمة وأخرى لمساعدة القارئ. * اضبط ميول الحروف الرأسية وانحناءاتها الطفيفة. * اضبط انحناءات الحروف الأفقية ونسب النزول والصعود بالموازيين. * ترك مسافة بين الحروف، التعامل مع الحروف الصاعدة والنازلة، التعامل مع الحروف المفرغة من الداخل، التعامل مع الحروف المطموسة من الداخل. * شكّل الحرف في الكلمات التي تتطلب تشكيلاً، وضع النقاط والتشكيلات فوق وتحت وعلى الحروف مباشرة. * ساعد إدراك القارئ البصري والتأمل وتحليل الحرف والروابط والكلمات * تنمية قدرة انتقال الأثر للعين بصرياً وذهنياً، ثم لليد عصبياً وعضلياً والأصابع لتوجيه عرض القلم وضبط ميله ووزن مقاييس مدوده استقامةً وانحناءً وتقوّساً. * الموازنة بين النموذج وخطك، ساعد نفسك مبدئياً ولو بالشف. * معرفة مواضع الخطأ وتصحيحه والتمرن عليه حتى إجادته والتفوّق على الأقران. * فنان وباحث مهتم بالتراث العربي والتاريخ الفني د. عصام عبدالله العسيري* من أعمال الفنان محمد الرباط من أعمال الفنان محمد الرباط من أعمال الفنان سعد الملحم من أعمال الفنان سعد الملحم تكوين خطي للفنانة لولوة الحمود تكوين خطي للخطاط وسام شوكت