بعد مرور عدة عقود على إنشاء حزب الشعب الباكستاني الذي أسسه الراحل ذو الفقار علي بوتو رئيس الوزراء السابق ومؤسس الحزب؛ يعود مجدداً بيلاول بوتو زرداري نجل الراحلة بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة للمشهد السياسي الرسمي بعد أدائه اليمين الدستورية أمس أمام الرئيس الباكستاني عارف كوزير للخارجية الباكستانية وكأصغر وزير خارجية في تاريخ باكستان حيث يبلغ عمره 34 عاماً. وينحدر بيلاول الذي يتقن اللغة الإنجليزية ببراعة والمتخرج من جامعة إكسفورد من عائلة إقطاعية برجوازية ثرية من إقليم السند الذي يعتبر معقل أسرة بوتو، يصنَّف حزب الشعب على أنه حزب اشتراكي تقدمي من أحزاب يسار الوسط، ويؤكد أنه يسعى لترسيخ الديمقراطية في البلاد وأمضى بيلاول جزءًا من حياته في دبي، وجزءًا آخر في باكستان.. وتعهد بيلاول الابن الوحيد لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بتغيير سمعة الخارجية بعد أن دمرها عمران خان وحضر آصف زرداري وابنته بختاور مراسم أداء القسم في قصر الرئاسة بإسلام آباد. ويعتبر بيلاول الناجي الوحيد من ذرية الأب المؤسس ذوالفقار علي بوتو، إذ لم يتبقَ من نسله من يرثه في قيادة حزب الشعب، ويرث إقطاعاته الممتدة على مدى مئات الكيلومترات في أرياف إقليم السند، سوى بيلاول ابن ابنته القتيلة بينظير بوتو.. وظهر بيلاول في المشهد السياسي بقوة خلال الأشهر الماضية عندما قاد احتجاجات شعبية ضد رئيس الوزراء المقال عمران وكان الرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري سلم قيادة حزب الشعب رسمياً لابنه بيلاول بوتو زرداري، الذي نسب نفسه لبوتو -جده لأمه- الذي اعتبره أعدم في عام 1979، وذلك بعد أن انقطع نسل بوتو باغتيال بينظير بوتو في مدينة راولبندي في 27 ديسمبر 2007. وكان أخوها الشقيق مرتضى بوتو قد تعرض للاغتيال في عام 1996، وقضى أخوه شاهنواز قبله في فرنسا في ظروف غامضة عام 1985، وماتت تلك القضايا بموت أصحابها ولم يكشف عن مرتكبيها بعد. وتم تعيين آصف (والد بيلاول )، عام 2008 كرئيس لحزب الشعب وصياً على رئاسة الحزب كونه الوصي على ابنه وريث بوتو الوحيد الذي كان في ال18 من عمره حينها، ريثما يصل إلى مرحلة النضوج السياسي لتسلم قيادة الحزب، وخاصة بعد أن اكتسح الحزب الانتخابات آنذاك نتيجة التعاطف الشعبي الكبير بعد اغتيال بينظير، وعين على إثر ذلك آصف علي زرداري رئيساً لباكستان ولكن سنوات حكم زرداري الخمس كانت قد أدت في نهايتها إلى انحسار نفوذ حزب الشعب في انتخابات عام 2013 إلى معقله في ريف السند. وينتسب حزب الشعب لعائلة بوتو إحدى ثلاث عائلات حكمت باكستان على امتداد تاريخها، بدأت بعائلة جناح، مروراً بعائلة بوتو ثم عائلة شريف، ولم ينازع هذه العائلات في الحكم إلا العسكر، في مراحل مختلفة من تاريخ البلاد كالجنرال أيوب خان ويحيى خان، وضياء الحق، برويز مشرف ويمثل بيلاول الجيل الجديد من القيادات الشابة صاحب الشعر البني والحاجبين السميكين ويتطلع في الدخول بقوة إلى الساحة السياسية الباكستانية. وفي خطوة رمزية، وقف بيلاول على سطح الحافلة نفسها التي اغتيلت عليها والدته قبل سبعة أعوام. شيء جائز في الحب والحرب.. هذا المثل البريطاني الشهير، ينطبق على حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) اللذين أصبحا شركاء التحالف الحكومي بامتياز.