حظي مسجد قباء بالمدينةالمنورة باعتماد أكبر توسعة تاريخية، أعلن عن إطلاقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تزامناً مع زيارته للمدينة المنورة، وصلاته في مسجد قباء يوم السابع من شهر رمضان المبارك لهذا العام، حيث وجه -أيده الله- بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والمشروع المبارك عند اكتماله سيضاعف مساحة المسجد عشرة أضعاف بهدف استيعاب أكبر عدد من المصلين في أوقات المواسم والذروات، كما أنه يبرز الأهمية الدينية ويوثق الخصائص التاريخية لمركز قباء، ويحافظ على الطراز العمراني والمعماري، ويحمي المعالم التاريخية القريبة منه. تأسيس نبوي وارتبط مسجد قباء بوصول الموكب النبوي الشريف إلى مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم في العام الهجري الأول حيث اختط الرسول الكريم أول مسجد في الإسلام وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم، وكان عليه الصلاة والسلام يقصد مسجد قباء بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته، وقد وردت في فضله العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة"، وتعاهد المسلمون المسجد منذ تأسيسه بالرعاية والاهتمام نظراً لمكانته الدينية. توسعة وتجديد وشهد مسجد قباء توسعات متعددة عبر التاريخ حيث حظي بأول تجديد له في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ثم عمر بن عبدالعزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة، وهي أول مئذنة تُقام فيه، وفي سنة 435ه جدده أبو يعلى الحسيني وفي سنة 555ه جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين ثم جدد عدة مرات. وفي العهد السعودي الزاهر، لقي مسجد قباء عناية كبيرة، فرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388ه، وفي عام 1405ه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهدم المبنى القديم وضمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعلت له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47م، وبني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها ست قباب كبيرة، قطر كل منها 12م، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وظُللت الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتنشر حسب الحاجة، وبلغت مساحة المصلى وحده 5035م2، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500م2، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600م2، كما ألحقت بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين. مشروع الملك سلمان وزفت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- للمدينة المنورة البشرى للمسلمين في العالم أجمع بعد أن أعلن عن إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المحيطة به، ووجه -حفظه الله- بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيده الله-، إذ سيعمل على رفع مساحة المسجد من 5.035 م2 إلى 50 ألف م2، كما يرفع المشروع كفاءة هذا المعلم التاريخي الإسلامي بهدف إثراء تجربة الزائر التعبدية والثقافية عبر المواقع التاريخية، كما يشتمل المشروع على تطوير وإحياء المواقع التاريخية لتشمل 57 موقعًا تغطي العديد من الآبار والمزارع والبساتين وتربط ثلاثة مسارات نبوية، تحقيقاً لأهداف ومستهدفات رؤية المملكة 2030 ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، ويرتكز المشروع على ربط مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من الجهات الأربع متصلة وظيفياً وبصرياً بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًا لمبنى المسجد الحالي مع توفير الخدمات اللازمة كافة والتابعة للمسجد، كما سيتم رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًا بمنظومة الخدمات المصاحبة له وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد وإيجاد حلول جذرية للزحام وتعزيز أمن وسلامة المصلين، إضافةً إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية ضمن نطاق المسجد وساحاته. زيارة ولي العهد للمسجد زفت البشرى بمشروع التوسعة للمسجد المبارك مكانة روحية في وجدان المسلمين فضل الصلاة في المسجد كأجر عمرة