يعدّ مسجد قباء من أهم المساجد التاريخية في المدينةالمنورة والإسلام، فهو أول مسجد بُني في عهد النبي محمد بن عبدالله، وأفاد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينةالمنورة الدكتور محمد الخطري في تصريحات ل”الشرق”، أن الحكومة أولت اهتماماً كبيراً بمسجد قباء إلى جانب اهتمامها بالحرمين الشريفين والمساجد الأخرى، لما لها من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، فقامت بتوسعته واعتنت بخدمته ووفّرت سبل الراحة للمصلين والزوار، وكشف الخطري عن خطة -قيد الدراسة- لتوسعة مسجد قباء بالكامل، موضحاً أن المساحة الحالية تسع خمسة آلاف مصلٍّ. وفي السياق ذاته، أشار الباحث في تاريخ المدينةالمنورة أحمد أمين مرشد، إلى أن مسجد قباء هو أول مسجد بُني في الإسلام، فقد خطّه الرسول بيده عندما وصل إلى قباء مهاجراً من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى مع الصحابة، وكان رسول الله يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويختار أيام السبت غالباً، ويحض على زيارته، وقد جاء في الحديث “من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة”، وفي حديث آخر “من خرج حتى يأتي هذا المسجد -يعني مسجد قباء- فصلى فيه كان كعدل عمرة”، مضيفا أنه عند قدوم الرسول من مكة على ظهر ناقته -عليه الصلاة والسلام- بركت الناقة كما ذكر في تاريخ السيرة النبوية وكان ذلك بقباء وتم تحديد موقعها إلا أنها أزيلت قبل عهد التوسعات السعودية. وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرة، فرُمّم وجُدّدت جدرانه الخارجية من الجهة الشمالية سنة 1388ه، وفي عام 1405ه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز “يرحمه الله” بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية، فهدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وتم تشييد أربع مآذن له عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، بارتفاع 47 متراً. وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة، ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة، منها ست قباب كبيرة قطر الواحدة 12 متراً و56 قبة صغيرة قطر كل منها ستة أمتار، وتستند القباب على أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق. وكُسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وتظلل الساحة مظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة، وقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13 ألفاً و500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين، واستغرقت عملية التجديد عاماً كاملاً. قباء قديما قبل التوسعات السعودية