للمرأة إنجازات متتالية، تؤكد دورها المهم في المجتمع، وأخذت المرأة على عاتقها إثبات ذاتها عبر التخصصات والمجالات المختلفة، لأنها لطالما كانت هي المبادرة في إثبات جدارتها في العديد من الإنجازات على أرض الواقع. ومن بين المجالات التي تشتهر بصعوبتها ودقتها، مجال الهندسة، فأن تعمل المراة "مهندسة" فهو أمر ليس بالسهل؛ حيث إن العمل الميداني والتخطيط الدقيق واحتساب التفاصيل البسيطة هو جل عمل "الهندسة" حيث يشتهر هذا المجال بتفرعاته، وبصعوبته وشدة إرهاقه، مما يجعله الخيار الأصعب. ولكن اليوم نرى على قائمة هذا المجال أسماء أثبتت حقيقة أن المرأة لديها القدرة على الدخول إلى جميع المجالات، ومنها الهندسة الذي خطت فيه خطوات مشرفة، وبرزت بتحقيق الكثير من الإنجازات وتخطت العديد من العوائق التي واجهتها، متبعة إستراتيجيات مختلفة لتنال أعمالها القبول في المنشورات العلمية الرسمية، فمشاركة المرأة في التنمية عبر بوابة العلوم المختلفة في المجالات كافة، يطور المجتمع ويكسبه مكانة رفيعة لما له من تأثير قوي على محيطها، كما أنها تتداخل مع الكثير من التخصصات كالهندسة الكهربائية، الهندسة الميكانيكية، الهندسة البحرية، الهندسة الزراعية، الهندسة الطبية الحيوية، والهندسة المعمارية. بناء وهمة ونجد أن رؤية 2030 اختصت بأولويات ومستهدفات ركزت على مشاركة الكاملة للمرأة السعودية على كافة الأصعدة واستثمار طاقاتها، وتوفير مناخ يتلاءم معها وتقديم خدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، وذلك لاتخاذ خطوات ضمن مستهدفات للمرأة السعودية المتمثل في محورها الرئيس "تمكين المرأة" من خلال مؤشرات معيارية لقياس نسبة تحقيقها لأهدافها. عقبات وتحديات ومن التحديات كيفية تعزيز مكانة المهندسة السعودية خاصة في هيئة المهندسين، وتذليل العقبات التي تواجهها في مزاولة العمل الميداني الذي يحتاج للخروج والإشراف على المباني وصعوبة المجال، والمسؤولية الكبرى التي تقع على على عاتقها. مهندسات سعوديات وصلن العالمية تمكنت المهندسة السعودية ريما بنت سلطان بن تركي بن ربيعان أن تصبح السعودية الأولى والوحيدة التي تقوم بالعمل بمجال الهندسة المعمارية في مشروع مترو أنفاق الرياض، والذي يعد واحدا من أهم وأضخم مشاريع السكك الحديدية التي تشهدها المملكة والمنطقة، وأيضا عالمة الهندسة الفلكية مشاعل الشميمري التي كانت أول سعودية تلتحق بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إضافةً إلى تأسيسها لشركتها الخاصة في عام 2010 لتصميم وصناعة الصواريخ، وتطوير أبحاث خاصة في هذا المجال. شهد العزاز أيضا والتي أسست شركة عزاز للهندسة المعمارية ونالت جوائز على مستوى عالمي عن فئة الهندسة المعمارية الخاصة بالمساكن الفردية والأبنية السكنية، حيث إنها تعد أحد أبرز خمس مهندسات معماريات سعوديات، لذا أصبحت ممثلة المعهد الملكي للمهندسين البريطانيين في العاصمة الرياض. دانا العمري من تلك الأمثلة فهي السعودية الأولى التي تصبح شريكة لمؤسسة استوديو في المدينة نفسها وفي العام 2019 حازت على جائزة التميز عن فئة النجم الصاعد في العمارة والبناء بعد أن خاضت المنافسة مع مهندسين آخرين من منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وغيداء الشهري التي هي من أكثر 5 مهندسات معماريات سعوديات شهرة، وذلك كونها شاركت كأول سعودية في مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الضخم الذي تم إنشاؤه في مدينة جدة، ويأتي هذا ضمن حرص الهيئة العامة للطيران المدني على الاعتماد على الكفاءات السعودية وتأهيل الكوادر الوطنية بأفضل المعايير. إلهام وإصرار الإنجازات تتوالى في رصيد المرأة السعودية، وانتصاراتها تتحقق على أرض الواقع، حيث إنها أثبتت أنها محط فخر، واعتزاز، وقوة، واعتماد، وذلك مع مرور الزمن ودخولها التدريجي في مجالات عدة، خصوصا مجالات تشتهر بالصعوبة مثل "الهندسة" حيث إن مكانتها الرفيعة تستحق أن يعتمد عليها، وما وصلت له من إنجازات على أرض الواقع، وإثبات ذاتها في كل المجالات، كما أن دور المرأة يتطلّب ثقةً بالنفس، وسموّاً في الطموح والأفكار، بالإضافة إلى المبادرة، والمواظبة، والرغبة الكامنة في العمل والإنجاز والإبداع، فالمرأة هي الأم والقائدة القادرة على تربية شباب وشابات المجتمع تربيةً طيبة، وهي الأكثر تأثيراً فيهم وإسهاماً في نجاحاتهم؛ لذلك يُعدّ دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيراً في المجتمع في ظل الظروف الاقتصادية والتطورات المجتمعية. كما أصبح عمل المرأة حقيقة واقعة وضرورة اجتماعية، ويعد البعض أن السبب الرئيس لخروج المرأة العربية للعمل هو زيادة دخل الأسرة وتحقيق الاستقلال المادي وتأمين المستقبل. ولم يقتصر تمكين المرأة السعودية على نطاق محدد، بل امتد إلى أنواع المجالات المهنية كافة، حيث أصبحت في كافة القطاعات اليوم. المرأة أثبتت قدرتها على تحدي كل الصعاب بأن تصبح فعالة ومساهمة في تحقيق التنمية، كما أنها صقلت خبراتها وتطوير قدراتها اللازمة لاستقرارها ورفع إنتاجيتها. إن تمكين المرأة السعودية وشراكتها في تنمية الوطن تضاعف في سوق العمل، وكان ثمار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.