المملكة تزهو محتفلة بذكرى تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد

تزهو المملكة خلال هذه الأيام المباركة وهي تحتفل بمناسبة الذكرى السنوية لتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد يحفظه الله ولاية العهد، ويرفع أبناؤها ومحبوها التهنئة لعراب الرؤية المتكاملة لمستقبل المملكة وأجيالها المقبلة، تلك الرؤية التي تتضمن مختلف البرامج الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، لتضع المملكة على خارطة العالم التنافسية في كل الصعد والدروب، فقد نجح سموه منذ توليه لولاية العهد في إحداث تحول ضخم ونقلة عظيمة ظهرت آثارها الإيجابية بوضوح على نمو الاقتصاد الوطني، ورافق ذلك النجاح المتميز والظاهر فوزه بمحبة الشبان والشابات من أبناء المملكة الذين حفزهم على الإبداع والإنتاج بارتجاله وتواضعه وعفويته وكسره للبروتوكولات القديمة، كما رافقه أيضاً نيله التقدير وحصده الإعجاب على المستوى الدولي فأصبح لسان حال كثير من شعوب العالم يصرح ويقول "ليتنا نحظى بمثيل له"، ويكفي دلالة على تلك المكانة وعلى ذلك الإعجاب حصول سموه على لقب الشخصية العربية الأبرز للعام 2021 وفق استطلاع الرأي الذي أجراه موقع "آر تي" الإخباري في تصويت استمر منذ 16 من ديسمبر 2021 حتى منتصف ليلة التاسع من يناير 2022م، وشارك به (5320927) شخصاً، صوّت منهم لصالحه (1947362) بواقع 36، 7 %.
تأتي الذكرى الخامسة لولاية سموه العهد متوافقة وثاني أعوام المرحلة الثانية من مسيرة تحقيق رؤية المملكة 2030، التي هي مرحلة دفع عجلة الإنجاز والحفاظ على الزخم المطلوب لمواصلة الإصلاحات، لتؤكد المنجزات والأرقام خلال هذا العام أن المملكة سبقت مستهدفاتها وتجاوزتها في كثير من برامج ومبادرات الرؤية وبرنامج التحول الوطني رغماً عن ظروف العالم وتقلباته بدء بتأثيرات جائحة كورونا وما يصاحبها من تداعيات تعمل على تهديد مسارات الاقتصاد العالمي، ويظهر ذلك بوضوح في ارتفاع الصادرات غير البترولية بالمملكة بنسبة تجاوزت 36 % في نهاية عام 2021م، وبلوغ حجم الناتج المحلي الإجمالي في المملكة نحو 6.2 تريليونات ريال، وفي بلوغ نسبة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي نحو 59 %، ونسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي نحو 41 % حسب الإحصاءات الرسمية في بداية عام 2021م، كل ذلك هو نتيجة لنجاح سموه في تعزيز جهود القطاعات الحكومية والخاصة للحاق بركب التطور والنمو الذي تنشده المملكة وفق خططها ورؤيتها وفي تعزيزه لدور المواطن والقطاع الخاص وفي عمله على استثمار الإمكانات وتسخيرها لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم.
حرص سمو ولي العهد يحفظه الله منذ ولايته للعهد على دعم الشبان والشابات، فكان ملف البطالة في قائمة الأولويات لديه، وبفضل الحلول والبرامج التي عمل عليها ها هي الأرقام تؤكد انخفاض معدل البطالة لإجمالي السعوديين (الذكور والإناث 15 سنة فأكثر) ليصل 11 % في الربع الرابع من العام الماضي، مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه حيث بلغ 11، 3 %، وها هي النتائج تؤكد انخفاض معدل بطالة السعوديين الذكور (15 سنة فأكثر) في الربع الرابع من عام 2021 ليصل إلى (5، 2 %) مقارنة بالربع الثالث من العام ذاته، إذ بلغ 5.9 %، كما تؤكد أيضاً ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السكان (السعوديين وغير السعوديين 15 سنة فأكثر) في الربع الرابع من عام 2021، ليصل 61، 5 % مقارنةً بالربع الثالث من العام نفسه، إذ بلغت 61، 2 %.
وحظي ملف المرأة باهتمام كبير من قبل حكومة المملكة ومن قبل سمو ولي العهد، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 وبرامجها، وبعد أن كانت المرأة سابقاً كانت لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا قيادة السيارة، ولا ممارسة الكثير من الأعمال، ولا حتى إنهاء قضاياها دون محرم، وها هي تعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة،
فقد حققت المملكة قفزات نوعية في تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل، وانعكست الجهود والتشريعات الإصلاحية التي تمت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية المملكة 2030 على مستهدفات تمكين المرأة، فارتفع معدل مشاركتها في القوى العاملة للسعوديات الإناث (15 سنة فأكثر) للربع الرابع من عام 2021م؛ حيث بلغ (35.6 %) مقارنةً ب (34.1 %) في الربع السابق، متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 %.
وكان لجهوده أيده الله الدور الأبرز في تسارع وتيرة النمو الاقتصادي في النصف الثاني من عام 2021م وزيادة استقطاب الاستمارات، حيث تؤكد تقارير صادرة عن وزارة الاستثمار، أن النمو بدأ بوتيرة متسارعة في الربع الثاني من العام 2021م، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموًا بنسبة 7 % في الربع الثالث و6.7 % في الربع الرابع، مدفوعًا بنمو القطاعين النفطي وغير النفطي، إذ سجلا نموًا بنسبة 10.9 % و5.1 % على التوالي، فيما حققت المشروعات الأجنبية أرقامًا قياسية جديدة، حيث بلغ عدد التراخيص للمشروعات الأجنبية الجديدة 3386 ترخيصًا، محققة ارتفاعاً بنسبة 347.9 % مقارنةً بالنصف الثاني من عام 2020م.
كما تؤكد تقارير الوزارة أن الإصلاحات الأخيرة التي استهدفت الأطر التشريعية والتنظيمية للمملكة جعلت منها وجهةً أكثر جاذبية للمستثمرين الراغبين بتوجيه رؤوس أموالهم إليها، حيث تتضمن هذه الإصلاحات نظام الإفلاس الجديد، والمزيد من الحماية لصغار المستثمرين، واستحداث المحاكم التجارية لفض النزاعات، وأن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار سوف تسرّع عملية تنفيذ هذه الإصلاحات التي تم إقرارها، كما ستدخل عليها المزيد من التحسينات، إضافة إلى بعض المبادرات الأساسية للاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والاستقرار من خلال تحديد أدوار ومهام كل من الحكومة والقطاع الخاص.
كما أكدت تقارير الوزارة بأن النصف الثاني من العام 2021م شهد العديد من الإصلاحات والمستجدة البرزة التي منها إطلاق هيئة المتاحف استراتيجيتها لتطوير وإصلاح قطاع المتاحف في المملكة، والإعلان عن استراتيجية جديدة بقيمة 13 مليار دولار، لتحويل منطقة عسير إلى وجهة سياحية عالمية، وإطلاق المملكة مبادرة بقيمة 700 مليون دولار لدعم قطاع الرياضة، إضافةً إلى إطلاق هيئة الأفلام استراتيجيتها لتطوير قطاع الأفلام والسينما السعودية، وإطلاق أول استراتيجية وطنية للموسيقى.
وضمن أبرز مستجدات المستثمرين أشارت تقارير وزارة الاستثمار إلى نقل المقرّات الإقليمية للشركات العالمية إلى المملكة، حيث تسلمت 44 شركة متعددة الجنسيات تراخيص نقل مقراتها الإقليمية، وأن الشركات المستهدفة بحلول عام 2030 هي 480 شركة، إضافة إلى أبرز مشروعات الاستثمار في قطاعات السياحة والترفيه، والخدمات المالية، والنفط والغاز والكهرباء، والدفاع، ورأس المال البشري والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات البيئية، والأنشطة العقارية، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، التعدين والمعادن، والتعليم.
وعمل سموه يحفظه الله بجهد ومثابرة في ملف الإسكان، وكانت النتيجة حتى الآن تمكن القطاع عبر عدة ركائز من تحسين جوانب السكن في السعودية، فسهل حصول المستفيد على السكن المناسب، وتلاشت معوقات القطاع الخاص في التمويل والتطوير، وتحسنت متانة القطاع من خلال التنظيمات، وتوفير المعلومات لزيادة جاذبيته من قبل المستثمرين، ويظهر النجاح الكبير في ملف الإسكان بوضوح في إعلان برنامج "سكني" عن تحقيق مستهدفاته للعام الماضي 2021 بخدمة أكثر من 225 ألف أسرة، وتأكيده على استمراره في تقديم الخدمات التمويلية والسكنية لتسهيل تملك الأسر السعودية ضمن حلول متنوعة بالشراكة مع القطاع الخاص لتلبية تطلعات الأسر السعودية، وضمن إجراءات إلكترونية سهلة وميسرة، تماشياً مع مستهدفات برنامج الإسكان –أحد برامج رؤية المملكة 2030- للوصول إلى نسبة تملّك 70 % بحلول العام 2030.
تلك الجهود الكبيرة المبذولة في ملف الإسكان تتسارع وتسبق مستهدفاتها ويظهر ذلك التسارع في إعلان برنامج "سكني" عن استفادة 46,904 أسر من خياراته وخدماته السكنية خلال الربع الأول من العام الجاري 2022، وارتفاع أعداد الأسر التي سكنت منازلها بالاستفادة من الحلول السكنية والتمويلية التي يتيحها البرنامج لتتجاوز 55 ألف أسرة خلال الربع الماضي.
وخلال الأعوام الماضية أعلن سمو ولي العهد يحفظه الله عن إطلاق المملكة لمشروعات مليارية كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها، ويذكر تقرير صادر عن مجلس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للترفيه والجذب السياحي، أن صناعة الترفيه في المنطقة ستشهد فترة ازدهار خلال الفترة المقبلة تقوده السعودية "نتوقع فرصاً هائلة بالصناعة مع استثمارات سعودية متوقعة في القطاع تقدر بنحو تريليون دولار من الآن وحتى 2030"، وذكر التقرير أن السعودية بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات مهمة لجذب السائحين إليها من بينها التأشيرة السياحة التي تم الإعلان عنها العام الماضي، بالإضافة إلى سلسلة من استضافة الأحداث الرياضية المهمة التي يوجد لها جمهور غفير حول العالم، وهي السياسة التي من شأن الاستمرار في انتهاجها أن تدعم تدفق السياحة إلى أكبر اقتصاد في الوطن العربي، وها نحن نشاهد عجلة الاستثمارات والتنمية في قطاع السياحة السعودي وهي تدور وتجلب فرصاً لا نهائية في صناعة السياحة، وها هي المملكة ضمن قائمة 22 وجهة سياحية التي تستحق الزيارة في العام الجديد 2022، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع "ماتادور نيتورك" المتخصص في السياحة والسفر.
وخلال الفترة التي انقضت منذ ولايته للعهد لم يغفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد يحفظه الله العمل على تقوية مكانة المملكة الدولية والموقع المتقدم الذي تشغله في السياسة الدولية، وفي خدمة الأمتين العربية والإسلامية ومساعدة البشرية جمعاء، فعمل جاهداً على تعزيز ذلك والتوسع فيه في جميع المحافل، وها هي السياسة والدبلوماسية السعودية، الحكيمة والعريقة، التي لا تنجر وراء المهاترات، ولا تضيع وقتها وجهدها في أمور جانبية تظهر بوضوح وتصبح ملجأً وملاذاً للجميع حين تشتد أزمات العالم جراء جائحة شاملة كجائحة كورونا، وحين يعاني العالم جراء الكوارث والحروب، تدعمها في ذلك قدراتها الاقتصادية وقدراتها العسكرية التي تعيش بدورها التحسن والتحديث كغيرها من القطاعات الأخرى، ويكفي دلالة على ذلك تأكيد موقع «غلوبال فاير باور» المختص بتصنيف أقوى الجيوش في العالم أن السعودية باتت تحتل المرتبة 20 في هذا التصنيف للقوة النارية لدول العالم في العام 2022، متجاوزة دولاً متقدمة مثل: كندا وبولندا والسويد وجنوب إفريقيا.
نظرة الشباب إلى مستقبل المشروعات في قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة
حلول عملية وكبيرة لمشكلة السكن التي حققت الأهداف وتجاوزتها
الرياض الخضراء من المشروعات البيئية التي تعزز جودة الحياة خاصة في العاصمة الرياض