مع اقتراب اللحظات التاريخية الروحانية لليلة السابع والعشرون (غداً) وهي الليلة القدرية الأقرب المرتجاة؛ استمرت منظومة الرئاسة والمنظومة في الحرمين في التناغم والتنسيق فيما بينهما للتعامل مع الحشود التي بلغت مئات الآلاف من القاصدين والزائرين للمسجد الحرام والمسجد النبوي واللذين شهدا كثافات عالية جداً في ليلة الخامس والعشرين؛ مقارنة بالأيام الماضية وتشير التقديرات غير الرسمية بوصول القاصدين والزوار للحرمين الشريفين لأكثر من ثلاثة ملايين في الحرمين الشريفين. وأدت جموع غفيرة من المصلين والمعتمرين بالمسجد الحرام والمسجد النبوي صلاة التراويح والتهجد لليلة الخامس والعشرين وهي إحدى الليالي الوترية في أجواء إيمانية مفعمة بالدعاء والابتهالات والتضرع لله سبحانه وتعالى ووسط منظومة متكاملة من الخدمات التي قدمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وطاقة استيعابية عالية ملأت أركان المسجد الحرام وساحاته. وتوافدت أعداد المصلين منذ وقت باكر لأداء الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي حيث شغل صحن المطاف المعتمرين، وباقي المصلين في التوسعات وأدوارها والساحات الخارجية لها، وذلك لأداء صلاة التراويح والتهجد وأيضاً داخل المسجد النبوي وسطحه وساحاته الخارجية وسط الخدمات والإجراءات التشغيلية المحكمة والتي ساهمت في إتمام المناسك بكل يسر وسهولة، حيث استعدت الرئاسة بتجهيز المصليات وتخصيص المسارات وتنظيم الإدارات العاملة ليؤدي المصلون صلاتهم في أجواء آمنة وصحية تمكنهم من أداء صلواتهم بكل يسر وسهولة. وتابع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس مرحلة التفويج وضمان تنفيذ الخطط التشغيلية ميدانياً منوهاً بتوقيع اتفاقية بين الرئاسة والهيئة العامة للأوقاف بهدف دعم مشروع إنشاء دور ضيافة للأطفال التي تسعى لدعم الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين والاستفادة من أحدث الوسائل لتطوير الخدمات والتي تواكب رؤية المملكة العربية السعودية 2030. كما أشاد أيضا الشيخ السديس بتوقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للأوقاف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يتضمن دعم مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة. وتهدف الاتفاقية لدعم الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين وإيصال رسالة الحرمين العلمية والدينية إلى العالم بلغات عديدة. ووقعت الرئاسة اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للأوقاف، وتهدف إلى دعم وتشغيل مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة. يشار إلى أن الهدف من مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة هو إيصال الرسالة السامية للحرمين الشريفين ومنبر يوم عرفة وترجمة الخطب لعموم المسلمين ويستفيد منه أكثر من 50 مليون مسلم في العالم. من جهة أخرى قامت إدارة تنظيم الحشود التابعة للإدارة العامة للحشود والتفويج بالمسجد النبوي بجهود كبيرة لاستقبال الزوار والمصلين خلال العشر الأخيرة من رمضان، خصوصًا لصلاتي التراويح والقيام ولتسهيل حركة الحشود ووصولهم للمواقع المخصصة للصلاة بكل يسر وسهولة. خصصت إدارة الحشود (322) موظفًا مقسمين على (4) ورديات لتسهيل عملية دخول الزوار والمصلين من المداخل والممرات والمصليات بساحات المسجد النبوي وداخله على مدار الساعة، ومن مهام الإدارة أيضًا توجيه وإرشاد وتنظيم الحشود البشرية داخل المسجد النبوي وسطحه وساحاته ومتابعتها باستمرار لضمان تسهيل حركة الحشود وعدم إغلاق الممرات بالمصلين، ومنع السلوكيات الخاطئة كالتسول والعبث بالأمتعة، وذلك لتسهيل حركة قاصدي المسجد النبوي. ويقوم موظفو تنظيم الحشود على مدار الساعة بمتابعة الحشود باستمرار لتجنب الازدحام، وبلغت نسبة انسيابية الممرات في ساحات المسجد النبوي 100 % داخل المسجد النبوي، وعدد الحواجز المستخدمة أكثر من 800 حاجز. وأوضح عبدالكريم الأحمدي مدير إدارة تنظيم الحشود أن تنظيم الحشود يتم عبر تفويج المصلين للمصليات الداخلية في المسجد النبوي ثم لسطح المسجد النبوي وبعد التأكد من امتلائه يتم التحويل للساحات الخارجية وعند امتلائها يتم تحويل كثافات المصلين للساحات الغربية الجديدة.