يشهد العالم الإسلامي غداً ختم القرآن الكريم في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في صلاتي التراويح والتهجد جرياً على العادة السنوية. ويتدفق باكراً إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي في المدينةالمنورة أكثر من 2.5 مليون مصل، حيث تمتلئ بهم أروقة وأدوار وساحات وسطحا الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي سواءً من المواطنين والمقيمين والمعتمرين. ومن المقرر أن تنقل شبكات التلفزة العربية هذا الحدث الإسلامي. ويحرص المصلون على التواجد في المسجد الحرام والمسجد النبوي لأداء صلاة العشاء والتراويح والتهجد وحضور ختم القرآن الكريم، والدعاء بقبول صيامهم وقيامهم وأعمالهم. وكان نحو مليون ونصف مليون معتمر تدفقوا إلى مدينة مكةالمكرمة للوقوف في ليلة السابع والعشرين من رمضان في المسجد الحرام في أجواء إيمانية، وامتدت صفوف المصلين في صلاتي المغرب والعشاء والتراويح إلى الساحات الخارجية والأسطح. ووقفت"الحياة"شاهد عيان في جولة ميدانية رافقت فيها مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني واللجنة الميدانية المشكلة من إمارة المنطقة، على منظومة الخدمات والإمكانات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين، لراحة المصلين والمعتمرين. وأكد القحطاني في تصريح إلى"الحياة":"أن الحالة الأمنية للمعتمرين والمصلين مستقرة، ولم تسجل حالات أمنية سوى الحوادث المعتادة"، مشدداً على"نجاح الخطة التي طبقتها الأجهزة الأمنية منذ شهر رمضان". وكشفت الجولة أن المصلين تمكنوا من الوصول إلى المسجد الحرام بكل يسر وسهولة نتيجة لما حققته الخطة المرورية من نجاح ملموس في تيسير الحركة بانسيابية تامة، في جميع الميادين والشوارع والخطوط. وفي المقابل نجحت قوات الأمن المشكلة من قوات الطوارئ والشرطة والدفاع المدني في فرض حزام أمني حول ساحات ومدخل الحرم المكي، ما مكّن أخيراً من تفريغ وملء الساحات والمداخل بسرعة ملحوظة وتفادي حالات الازدحام والتصادم. وأظهرت الجولة امتلاء مواقف السيارات الاختصاصية للمعتمرين والبالغة ثمانية مواقف، إذ بلغ عدد السيارات التي دخلت مكةالمكرمة منذ بداية شهر رمضان وحتى منتصف ليلة السادس والعشرين أكثر 1.7 مليون سيارة، كما أسهمت الحركة الترددية التي وضعت لنقل المعتمرين من وإلى موقفي كدي ومحبس الجن في وصولهم إلى الحرم مباشرة في أقل من خمس دقائق. وقال مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي"إن ليلة أمس اتسمت بالانسيابية على رغم الكثافة البشرية، إذ تم نشر الضباط والأفراد على الميادين والطرق كافة، واستخدمت المواقف الاحتياطية لاستيعاب السيارات القادمة إلى مكة". وفي المدينةالمنورة، أعلنت إمارة المنطقة أن الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز يتابع مختلف الاستعدادات المكثفة التي اعتمدتها الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بتوفير السبل التي من شأنها التسهيل على قاصدي المسجد النبوي الشريف من مختلف الجهات وتهيئة الساحات المحيطة بالمسجد وسطح المسجد لاستقبال المصلين في ليلة ختم القرآن. وأكملت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها، ويشرف نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف عبدالله بن عبدالعزيز الفالح على هذه الجهود، إذ تم تزويد ساحات المسجد وسطح التوسعة بالفرش المناسب لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقع توافدها على المسجد النبوي منذ وقت باكر، بأعداد تعدي الذروة لطاقة المسجد النبوي الذي يتسع إذا امتلأت أروقته وساحاته وسطحه بأكثر من 700 ألف مصل. وبحسب الفالح، هيأت الرئاسة كل ما من شأنه راحة المصلين ووفرت مياه الشرب، وتنظيم مداخل ومخارج بوابات المسجد، ووزعت الموجهين والمراقبين لمساعدة مرتادي المسجد لكي يتمكنوا من الوصول إلى مواقع الصلوات داخل المسجد وخارجه بكل يسر وسهولة . من جهته، قال مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء أحمد بن دخيل الله الردادي"وضعنا خطة خاصة لهذه الليلة تعتمد على تكثيف انتشار رجال الأمن والدوريات ورجال المرور الراجل منهم والسيار في كل الاتجاهات لتنظيم دخول السيارات للمواقف المحيطة بالمسجد النبوي وخروجها بانسيابية".