قوبلت تصريحات المؤسسة العسكرية، والتي نفت وجود مؤامرة خارجية للإطاحة برئيس الوزراء المقال عمران خان مدعومة من الخارج، ودعمها للمسار البرلماني الديموقراطي والالتزام بالدستور قبولاً وتقديراً كبيراً من جميع الأحزاب السياسية في الباكستان، معتبرة أن موقف الجيش عكس حياديته ودعمه للمسار الديموقراطي والأطر البرلمانية والدستورية. وكان اللواء بابر إفتخار -المتحدث باسم الجيش- قد أعلن الخميس، أن كلمة «مؤامرة» لم تستخدم في البيان الذي صدر عقب اجتماع لجنة الأمن القومي الشهر الماضي، والذي استند عليه خان في بيان روايته أمام الشعب الباكستاني وفي البرلمان، والذي اتخذ من خلاله قرار حل البرلمان والذي أبطلته المحكمة العليا. وقالت نائبة رئيس حزب الرابطة الاسلامية (جناح نواز) مريم نواز شريف: «إن الموقف عكس بشكل جلي نسج عمران خان لرواية كاذبة لم تساهم فقط في إحراج مؤسسات الدولة فحسب بل الإساءة لسمعة باكستان في الخارج وتحديداً مع دولة عظمى مثل الولاياتالمتحدة، التي تربط باكستان بها شراكة استراتيجية طويلة المدى». وأضافت مريم -ابنة نواز شريف- في تغريدة لها: «إن رياح الديموقراطية بدأت تهب على باكستان»، مطالبة بضرورة مساءلة عمران خان لتوريطه باكستان مع دول خارجية. من جهته قال رئيس حزب الشعب الباكستاني شريك الائتلاف الحكومي بيلاول بوتو رزداري: «إن تصريحات الجيش عكست حياديته ودعمه للديموقراطية»، مؤكداً أن الحل لجميع أزمات باكستان هو إرساء أسس الديموقراطية. وأضاف: «إذا واصلنا السير على هذا الطريق فلن تستطيع أي قوة في الأرض أن توقف تقدم باكستان». وقال: «إن كل فرد ومؤسسة باكستانية مسؤولة عن دعم وحماية الديموقراطية والدستور وضمان سيادة القانون». وردت وزيرة حقوق الإنسان في حكومة عمران خان المقالة بقولها: «إن خان لم يطلب لقاء القيادات العسكرية في ذروة الأزمة بل العكس»، معتبرة أن هناك محاولات لتحويل عمران كضحية على حد زعمها. ويعكس موقف الجيش الباكستاني، المعلن أمس، عدم رضاه من القرارات التي ارتكز عليها عمران خان والتي أدت إلى دخول باكستان في الأزمة الدستورية الخانقة والصدام الخفي بين عمران خان والجيش في الشهور الأخرى من حكم خان. قال رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، شهباز شريف: «إن اقتصاد البلاد كان راكداً في عهد سلفه عمران خان»، داعياً إلى إصلاحه بشكل عاجل. وخلال زيارة أجراها لمشروع مترو أنفاق في روالبندي، اشتكى شريف من وتيرة تطوير البنية التحتية. وقال في تغريدة على «تويتر: «ظلت جميع قطاعات الاقتصاد تقريباً راكدة في ظل حكومة ع.خ (عمران خان)». تجمع حول رئيس الوزراء الباكستاني المقال عمران خان الآلاف من مؤيديه يوم الأربعاء في أول مظاهرة له منذ تصويت البرلمان لصالح حجب الثقة عنه. وتعتبر هذه المسيرة بداية سلسلة من المسيرات العامة التي أعلن خان عنها، مشيراً إلى أنه سيواصل تنظيم التجمعات الشعبية حتى تدعو الحكومة الباكستانية الجديدة إلى إجراء انتخابات مبكرة.