تعد بئر غرس إحدى الآبار النبوية السبعة الشهيرة "أريس، غرس، رومة، بئر حاء، بضاعة، البصة، العهن"، وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى الفسيل والشجر الذي يغرس، والبئر من أملاك الصحابي سعد بن خيثمة - رضي الله عنه - الذي كان يبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في داره قبل أن يتحول إلى المدينةالمنورة؛ لذا فهي معدودة في آبار قباء، وتقع اليوم في تقاطع طريقي قربان والهجرة، أعيد ترميمها حديثا بالحجارة السوداء دون أن تفقد هويتها التاريخية، ومما ذكره المؤرخون أن البئر كانت وسط الشجر وقد خربها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب وريحه الغالب عليه الأجون، وأن ذرعتها سبعة أذرع، منها ذراعان ماء، وعرضها عشرة أذرع. ذكر في طبقات ابن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب منها وبرّك فيها، وقال: "هي عين من عيون الجنة"، وفي رواية أخرى: "وماؤها أطيب المياه"، وأنه كان يستعذب ماءها وغسّل منه، وروي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بدلو من مائها فتوضأ منه ثم سكبه فيها فما نزفت بعد ذلك من غزارة مائها، ويذكر المؤرخ د. تنيضب الفايدي أن رباحاً "أحد خدم النبي صلى الله عليه وسلم" كان يستقي للنبي عليه الصلاة والسلام من بئر غرس مرة ومن بيوت السقيا مرة أخرى، وروي عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس"، وفي رواية أخرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا علي إذا أنا مت فاغسلوني من بئري بئر غرس بسبع قرب لم تحلل أوكيتهن"، ولابن شبة - عمر بن شبة النمري - أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من بئر غرس فألقى بقية وضوئه فيها.