الشرخ في العلاقات الاجتماعية والإنسانية سواء أكانت علاقات زوجية أو صداقة أو مصلحة شخصية أو وظيفية أو بين الإخوة والأخوات سمها ما شئت، هذا الشرخ يترتب عليه وجود مشكلات ومنها عدم التفاهم والابتعاد والكراهة والعداوة والاشمئزاز والشك ونزيف القلب والتوتر وانعدام الثقة وعدم التسامح، إضافة إلى الفتور والشعور بعدم الأمان. هذا الشرخ المؤذي عُمقه يحدد موعد عودة المياه إلى مجاريها ربما تعود خلال سنة أو سنتين أو العمر كله وربما لا تعود نهائياً على كل الأحوال وإن عادت تبقي علامات الشرخ محفورة في القلب والعقل والذاكرة والوجدان وتبقي ما بقي عسيب. لا يخلو إنسان على وجه الكرة الأرضية من شرخ في حياته وعادةً الشرخ يحدث من إنسان له في القلب مكان ويعتمد مقدار الألم على حجم ومقدار العلاقة، لماذا نشرخ العلاقة الاجتماعية مع الآخرين؟ لماذا لا نُقدر العلاقة معهم؟ هل أصبح الشرخ جزءًا من التكوين الشخصي عند البعض؟ لماذا لا نرمم الشرخ ساعة حدوثه؟ أي قلب هذا من يشرخ عمداً، حقاً قلوب الناس مختلفة منها القلب السليم والقلب المنيب والقلب المهدي والقلب المطمئن والقلب المريض والقلب الأعمى والقلب اللاهي والقلب المتكبر والقلب الآثم والقلب المختوم والقلب القاسي والقلب الغافل والقلب الزائغ والقلب المريب فأي قلبٍ من هذه القلوب بين جنبيك. مؤلم صور العلاقات المشروخة بين الناس هذا زوج أرعن سليط اللسان وطويل اللسان أمي جاهل لا يفقه شيئاً، وهذه زوجة سليطة متآمرة كثيرة الكلام كئيبة في ملابسها لا تفرق بين زوجها وبين الخادمة في حديثها، وهذا ولد أرعن وهذه بنت متغطرسة وهذه أخت لا تصفح وتسامح أختها وهكذا. لماذا نُحدث الشرخ في حين يمكننا أنْ نزرع الورد والياسمين. أعجبني هذا البيت: إن القلوب إذا تنافر ودها..مثل الزجاجة كسرها لا يُجْبَر. كسر الزجاجة يشبه الشرخ مهما حاولت من جبرها وإنْ جُبرت تبقي تلك العلامات على سطحها. همسة في أذن من شرخ قلب إنسان آخر حاول مرة ومرة ومرات كثيرة فالشرخ عميق والقلب ينزف دماً وربما يشفي من شُرِخ قلبه قليلاً أو تناسي شرخه فالشرخ لا يندمل بل يبقي. العلاقات مع الآخرين، فنّ له ضوابطه يجيده البعض ويتجاهله البعض الآخر، ما يؤلمني أنّ معظم الناس ينشغلون بالتفكير فيما يريدون قوله بدلاً من الاستماع إلى ما يقوله الشخص الآخر الذي يقدم تبريراته والدفاع عن نفسه والإنسان الصادق يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين. للأسف أصبحت العلاقات بين الناس علاقات مهزوزة تحكمها عشرات المصالح الشخصية التي تجعل العلاقة وكأنها تنتظر النهاية في أي وقت. (حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة). مصطفى محمود. عثمان بن حمد أباالخيل