القراءة كان لها أثر كبير في حياتي، سواء كانت في حياتي الشخصية، أو حياتي الاجتماعية، أو العلمية، والعملية وحتى في علاقاتي مع الآخرين، طبعاً والأهم من ذلك كله في مجالي الكتابي. على صعيد الحياة الشخصية كانت للقراءة دورها الكبير في تهذيب نفسي وفهم شخصيتي وكيفية التعامل مع المشاكل التي قد تواجهني، وكيف لي أن أقدر ذاتي وكيف أصل إلى مرحلة التوازن الفكري والعاطفي، وكيف أحترم رغباتي وألا أخلط بين مشاكلي الشخصية وتعاملي مع الآخرين، وكيف أتحمل نتيجة قراراتي وأغلاطي وأن أكون مسؤولة عن أي خطوة أتخذها وعن أي كلمة تخرج مني وعن أي قرار أتخذه، كما علمتني القراءة أيضاً أن أكون إيجابية أكثر، وأن أندم في حياتي ومجتمعي بشكل كبير. القراءة ثقفتني في تلمس حاجات الآخرين، والحرص على الوقوف إلى جوارهم، وفي طرق التعامل مع الشخصيات المختلفة، واختيار فئة من الناس يناسبون شخصيتي ويتفاعلون معي. تعلمت أيضاً من الكتاب كيف أتميز وكيف أتمكن من إبراز قدراتي المعرفية والعملية للآخرين. على الصعيد الكتابي، أجد أن القراءة صنعت شخصيتي وطريقة تفكيري وكونت لي أفكاراً بدأت أترجمها من خلال كتاباتي التي أنشرها عبر المواقع والصحف لتنقل للآخرين أفكاري التي أحرص على إيصالها للناس. القراءة ساعدتني على اكتساب المفردات وصناعة أسلوبي الخاص الذي يميزني عن الكتَّاب الآخرين وأيضاً على تنوع مواضيعي التي أكتبها وهذه تساعدني على التفرد بالطرح المميز. القراءة صنعت مني كاتبة تعمل على التميز، كما ساهمت في نضجي الفكري وبفضلها أصبحت من عشاق النصوص والكتابات الشعرية، وعندما كبرت أصبحت هذه النصوص هي من أسس عالمي المعرفي، وكون لي لغة ساعدتني على السير في الكتابة بكل رغبة في أن أحقق طموحاتي عبرها. ولهذا فإن القراءة هي المُعين الذي لا ينضب، والذي من خلاله يتمكن الإنسان من تطوير نفسه في شتى مجالات الحياة وضروبها. والآن أصبحت من المهتمات في الأدب الفرنسي والروايات البريطانية والفلسفة اليونانية، لذلك كثيراً ما يتردد في ذهني أول إصداراتي حيث هو نواة النجاح الأولى. * كاتبة سعودية