قال مسؤولون أوكرانيون: إن 39 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 87 آخرون في هجوم صاروخي روسي على محطة قطارات مكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن كانوا يحاولون الفرار من القتال في شرق أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. واستهدفت ضربة قوية بصاروخين المحطة في مدينة كراماتورسك فيما وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه هجوم متعمد على المدنيين. وقال زيلينسكي في بيان "هم يفتقرون للقوة والشجاعة لمواجهتنا في ساحة المعركة، ومن ثم يبيدون السكان المدنيين بكل بساطة". وأضاف "هذا شر لا حدود له، وإذا مر بلا عقاب فلن يتوقف أبدا". وقال زيلينسكي في وقت لاحق في خطاب عبر دائرة الفيديو أمام البرلمان الفنلندي إنه لم تكن هناك قوات أوكرانية في المحطة وقت الهجوم. ولم يتسن لرويترز التحقق مما حدث في المحطة. ونفى الكرملين تورط روسيا في الهجوم، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن طراز الصاروخين اللذين قيلا إنهما استهدفا المحطة لا يستخدمه سوى الجيش الأوكراني وإن القوات المسلحة الروسية لم يكن لديها أي أهداف محددة في كراماتورسك الجمعة. وقال رئيس السكك الحديدية الأوكرانية إن طفلين على الأقل من بين القتلى، وقال أولكسندر هونشارينكو رئيس بلدية كراماتورسك إن حوالي 4000 شخص كانوا في المحطة وقت الهجوم. ونشر بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك صورة على الإنترنت تظهر عدة جثث على الأرض بجانب أكوام من الحقائب والأمتعة الأخرى فيما ظهر رجال شرطة مسلحون يرتدون سترات واقية بجانب الجثث. وأظهرت صورة أخرى خدمات الإنقاذ وهي تتعامل مع حريق فيما يبدو وسط تصاعد سحابة من الدخان الرمادي في الهواء. ولم يتسن لرويترز التحقق من الصور على الفور. محطة مزدحمة قال رئيس البلدية هونشارينكو "أرادت (القوات الروسية) ضرب المحطة"، وهو رأي شاطره فيه المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش. وقال أريستوفيتش "يجب أن يكون مفهوما أن مثل هذه الضربات يسبقها استطلاع دقيق للهدف، على الأقل بطائرات مسيرة ورجال مدفعية على الأرض، إنه صاروخ باهظ الثمن، وشن مثل هذه الضربات مسألة صعبة وخطيرة جدا". وأضاف "كانت (القوات الروسية) تدرك تماما أنها تقصف مدنيين في الصباح الباكر، وأن آلاف الأشخاص كانوا يحاولون المغادرة في المحطة في ذلك الوقت.. عائلات وأطفال وكبار السن". كان رئيس السكك الحديدية الأوكرانية أعلن أن ثلاثة قطارات تقل من تم إجلاؤهم في المنطقة أمس الأول الخميس توقفت بعد غارة جوية على خط السكك الحديدية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها لشن هجوم جديد، وإن موسكو تخطط للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في الجزء الشرقي من أوكرانيا المتاخم لروسيا المعروف باسم دونباس. وتحث السلطات المحلية في بعض المناطق المدنيين على المغادرة إذا كان ذلك ممكنا وآمنا نسبيا. مفاوضات جديدة أعلن مسؤول تركي كبير أن روسياوأوكرانيا "تودان" عقد مفاوضات جديدة في تركيا رغم الأحداث الدامية التي جرت مؤخرا ولا سيما في بوتشا. وقال المسؤول لصحافيين طالبا عدم كشف اسمه إن "روسياوأوكرانيا تودان التباحث مجددا في تركيا، لكنهما ما زالتا بعيدتين عن الاتفاق على نص مشترك". وقال الكرملين أمس: إن ما تصفها روسيا بأنها "عملية خاصة" في أوكرانيا قد تنتهي "في المستقبل القريب" نظرا لأن أهدافها تتحقق وبفضل الجهد الذي يبذله الجيش الروسي والمفاوضون الروس. وذكر دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن موسكو تدرك أن بعض البلدان التي حاولت تبني موقف متوازن تعرضت لضغوط للتصويت الخميس على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان. وعلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عضوية روسيا في المجلس بسبب تقارير عن "انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان" في أوكرانيا، الأمر الذي دفع موسكو إلى إعلان انسحابها من المجلس. عقوبات وطرد دبلوماسيين قالت اليابان أمس: إنها ستحظر واردات الفحم من روسيا في تصعيد كبير للعقوبات شمل طرد ثمانية دبلوماسيين، وذلك ضمن أقوى تحركاتها حتى الآن احتجاجا على ما وصفته بالإجراءات "المشينة" بحق المدنيين في أوكرانيا. وأعلن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا هذه الإجراءات في مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من إعلان اليابان طرد ثمانية دبلوماسيين ومسؤولين تجاريين روس، وجاء الإعلان في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وقال كيشيدا "لقد انتهكت روسيا مرارا القانون الإنساني الدولي بقتل المدنيين ومهاجمة محطات الطاقة النووية.. هذه جرائم حرب لا تغتفر". وأضاف، "باتخاذ إجراءات حاسمة (ضد روسيا) ومن خلال تقديم دعم يلبي احتياجات الشعب الأوكراني، سنوضح أن المجتمع الدولي لن يقبل أبدا اعتداءات روسيا وأن اليابان تقف إلى جانب أوكرانيا". وفي خطوة نادرة من جانب اليابان، أعلنت وزارة الخارجية في وقت سابق طرد ثمانية دبلوماسيين وممثلين تجاريين روس في إطار عقوبات شاملة للتنديد بقتل روسيا للمدنيين. وشملت العقوبات الجديدة الأخرى حظرا على استيراد بعض السلع الروسية وتجميد أصول بنك سبيربنك المملوك للدولة. يمثل هذا تغييرا في موقف اليابان، التي قالت في وقت سابق إنها ستخفض الواردات تدريجيا بينما تبحث عن موردين آخرين في أعقاب العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا في 24 فبراير. ووفقا للبيانات الحكومية، شكل الفحم الروسي 11 بالمئة من إجمالي واردات اليابان من الفحم في عام 2021، وكانت روسيا خامس أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال والخام لليابان في عام 2021. وتستورد اليابان تقريبا كل الفحم الذي تستهلكه، مما يجعلها ثالث أكبر مستورد بعد الهند والصين، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. في السياق ذاته فرضت المملكة المتحدة الجمعة عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف على خلفية غزو أوكرانيا مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين". وجاء في بيان للخارجية البريطانية أنه بموجب القرار، تمنع كاتيرينا تيخونوفا وماريا فورونتسوفا ابنتا بوتين من زوجته السابقة لودميلا، فضلا عن إيكاتيرينا فينوكوروفا ابنة لافروف، من دخول الأراضي البريطانية مع تجميد أصولهن المحتملة فيها. أتت العقوبات الجديدة إثر خطوات مماثلة للولايات المتحدة استهدفت النساء الثلاث.