تسارعت الأحداث بشكل كبير عقب الأنباء التي تم تداولها بالأمس حول مذبحة وإبادة جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية، ففي الوقت الذي طالبت الدول الأوروبية بفرض المزيد من العقوبات وتحميل موسكو الجريمة الإنسانية نفت روسيا «قطعا» كل الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب «إبادة جماعية» بعد العثور على جثث عشرات المدنيين في مدينة بوتشا قرب كييف إثر انسحاب القوات الروسية منها، بل إن روسيا طلبت اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن الدولي لمناقشة «الاستفزازات» التي تقول إن أوكرانيا ارتكبتها في بوتشا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «نرفض رفضًا قاطعًا كل الاتهامات» مؤكدًا أن خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على مؤشرات تظهر «تزوير مقاطع فيديو» و«أنباء كاذبة» في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية كأدلة على وقوع مجازر تتهم روسيا بارتكابها في المناطق التي تم تحريرها حول العاصمة كييف. وقال بيسكوف «استنادًا إلى ما رأيناه، لا يمكننا أن نثق بمقاطع الفيديو هذه» مؤكدًا على ضرورة «التشكيك بجدية في هذه المعلومات». ودعا القادة الأجانب إلى عدم توجيه «اتهامات متسرعة» إلى موسكو و«الاستماع على الأقل إلى الحجج الروسية». قتل وتعذيب واستفزازات كتب نائب سفير روسيا لدى الأممالمتحدة ديميتري بوليانسكي على تويتر «في ضوء الاستفزازات البغيضة من جانب المتطرفين الأوكرانيين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي ». واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الروس بارتكاب عمليات «تعذيب» و«قتل»، بعد اكتشاف مقابر جماعية في بوتشا والعثور على مئات الجثث العائدة لمدنيين. ونفت موسكو قتل المدنيين. وذكرت وزارة الدفاع أن صور الجثث في شوارع المدينة هي «إنتاج جديد لنظام كييف من أجل وسائل الإعلام الغربية».ونددت مسؤولة في الإدارة الأمريكية بطلب روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن. النفط والفحم أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس أنه «يؤيّد» فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على موسكو قد تشمل النفط والفحم، بعد العثور على مئات الجثث تعود لمدنيين في كييف، لاسيما في بوتشا، وقال ماكرون «ما حصل في بوتشا يتطلّب فرض حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدًا». وأضاف «سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، خصوصًا ألمانيا خلال الأيام المقبلة»، متحدثًا عن عقوبات فردية وتدابير تطال «الفحم والنفط» الروسيَين. ولا يزال عدد القتلى الإجمالي غير مؤكد. وعُثِر على جثث تعود إلى 410 مدنيّين في أراض في كييف استعادتها القوّات الأوكرانيّة في الآونة الأخيرة من القوّات الروسيّة، وفق ما أعلنت النائبة العامّة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا . ونفت موسكو أي ضلوع لها. لجنة تحقيق دولية دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن «الإبادة الجماعية» التي ارتكبها وفق قوله، الجيش الروسي في مدن أوكرانية. وقال «هذه المجازر الدامية التي ارتكبها جنود روس، إبادة جماعية، ويجب أن يُحاسبوا عليها».