هل يمكن أن يتأهل المنتخب السعودي إلى الدور الثاني في كأس العالم المقبلة في قطر بعد أن أوقعته القرعة في المجموعة الثالثة مع منتخبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا؟! هل يجب أن نرفع الراية مبكرًا ونكتفي بشرف المشاركة والبحث عن حفظ ماء الوجه والخروج بأقل الخسائر ونحن نتحدث عن مواجهة أرجنتين ميسي المصنفة رابعًا على مستوى العالم والتي لم تخسر أي مواجهة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ومكسيك لوزانو المصنفة تاسعًا، وبولندا ليفاندوفيسكي المصنفة في المركز 29 أم لا بد من الاحتفاظ بشيء من الأمل والحديث عن اللا مستحيل في كرة القدم وتعزيز ثقتنا بلاعبينا وثقتهم بأنفسهم؟!. في المرة الأولى والوحيدة التي استطعنا فيها تجاوز دور المجموعات في كأس العالم عام 94م أوقعتنا القرعة مع واحدة من أسوأ نسخ هولندا ومع النسخة الأسوأ في تاريخ بلجيكا ومع المنتخب المغربي العربي؛ وهذا أمر لا يحدث كثيرًا، ولا يحدث اليوم، وعلينا الاعتراف بأنَّ خطف بطاقة التأهل لدور ال16 من أمام الأرجنتين والمكسيك وبولندا سيكون أشبه بالمعجزة عطفًا على قوة هذه المنتخبات المدججة بنخبة من نجوم كرة القدم في العالم، لذلك يجب أن نكون واقعيين ومنطقيين، وألا نربط نجاح المشاركة بالتأهل للدور المقبل؛ بل سيكفينا من نجوم الأخضر ومدربهم الفرنسي هيرفي رينارد أن يقدموا كل ما يمكن أن يقدموه من مستوى وعطاء وجهد واجتهاد، وإن حدثت المعجزة وإلا فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها!. المهم هو أن نحافظ جميعًا كإعلام وكجماهير على الشعرة التي تفصل بين الممكن والمستحيل، وأن نتوازن بين الاستسلام والإحباط من جهة وبين رفع سقف الطموحات ومطالبة نجومنا بأكثر من طاقتهم وقدرتهم، فالتأهل سيكون أمرًا في غاية الصعوبة؛ لكنه لن يصل إلى درجة المستحيل، خصوصًا في ظل إقامة البطولة في قطر، وتواجد الجماهير السعودية بكثافة لم تحدث في المشاركات الخمس الماضية، والاستقرار الفني غير المعتاد بوجود المفكر هيرفي رينارد، وهي العوامل التي تجعلنا نتمسك بالأمل في قدرة نجومنا على التفوق على أنفسهم، وعلى معادلات كرة القدم وحساباتها، وعلى تصنيف الفيفا، وعلى الترشيحات التي ستستبعد الأخضر من حسبة المجموعة، ويبقى الأهم هو أن نقدم وجهًا مشرفًا ومشرقًا للكرة السعودية وهو المعيار الحقيقي لتقييم المشاركة بعيدًا عن التأهل من عدمه!. بالتوفيق للأخضر السعودي في مشاركته السادسة، بالتوفيق لكتيبة رينارد بقيادة الفرج ورفاقه الذين يحملون لواء وآمال وتطلعات كل السعوديين بمشاركة مشرفة تعكس التطور الكبير للكرة السعودية، ومن يدري.. ربما لم ينتهِ زمن المعجزات بعد!. قصف * السويسري جياني انفانتينو رئيس "الفيفا" يتحدث أمام العالم في مؤتمر صحفي كبير عن جودة كرة القدم العربية وتطورها مستشهدًا بما قدمه الهلال السعودي أمام تشيلسي الإنجليزي في كأس العالم للأندية؛ بينما يقلل بعض الحمقى هنا من مشاركة كبير آسيا بسبب نتيجة الأهلي المصري رغم علمهم بظروفها وأحداثها التي جعلت الهلال يكمل ثلثي المباراة ب9 لاعبين!. * من اليوم يجب أن يبدأ مشروع تجنيس اللاعبين المميزين وفق شروط الفيفا، والاستفادة من هذا الأمر أسوة بجل منتخبات العالم، بشرط أن يكون تجنيسًا يضيف للمنتخب السعودي مع الاحترام لأنصاف مواهب المواليد!.