مبارك علينا شهر الخير، شهر النور، شهر الرحمة الذي يسقي أرواحنا بذالك النور والرحمة الإلهية التي تهدّئ النفس وتضيء الروح. قد سمعنا مراراً و تكراراً أن "في التخلي تجلي"، فحينما نضع ما نريد ونحاول أن نعمل على تحقيقه، قد نحصل عليه وقد لا نحصل، بعضنا يصر في الحصول عليه رغم إغلاق جميع الأبواب، يتعطل ويعطّل ولا يحصل على نتيجة، نسمي ذلك "التعلق الأعمى" الذي لا يعطي لنا فرصة في البحث عن شيء آخر أو طرق باب آخر، فنظل -للأسف- سنوات ونحن واقفون أمام الباب نفسه. للأسف، التعلق يجعلنا نعيش حالة من الضغط والقلق والسخط والانتظار، ويحجب عنا رؤية الأشياء الأخرى الصحيحة والمناسبة لنا أكثر. التعلق يغلق الأبواب والاحتمالات الأخرى لأشياء ربما تكون أفضل وأجمل، وربما تكون مناسبة لنا أكثر من الأهداف السابقة، وهو ما نسميه المرونة والتقبل في تغيير الأهداف والبحث عن المناسب والجيد، فهذه المرونة تبعدنا عن الضغوطات وتفتح العديد من الاحتمالات الجديدة لنا. لذا إدراك اللحظة المناسبة للتخلي وترك هذا التعلق، يفتح باباً أكبر في تجلي أهداف أخرى ربما تكون أجمل وأفضل. جيد أن نزيح كل الأثقال التي أثقلت صدورنا، وزاحمت أفكارنا، وبعّدت بيننا وبين الحياة الهادئة، والعمل من جديد على إعادة المحاولة لبناء الداخل، والتخلص من حالة الفوضى والارتباك التي تصيبنا من كثرة التعلقات، ونتخلص من بحر الأوهام والهموم، وبحر القلق والحيرة، والإقبال بكل حب وتخلٍ عن كل من يشغل تفكيرنا وبالنا، لنسقي هذه الروح من الفيض الرباني اللامحدود. التخلي هو ترك الزاوية المظلمة فينا من التراكمات السلبية والمشاعر المؤلمة والتعليقات السطحية والتحرر منها، وهذا يتطلب وقفة شجاع صادقة مع نفسه، فيتأمل داخله وما يحتاج إلى تعديل أوتغيير، وما المعيقات التي مازالت تقف بينه وبين نجاحه أو راحة باله. جميعنا ربما نطرح تلك الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات صريحة، ومن ثم العمل في تغيير ما نستطيع تغييره بمرونة وحكمة وتروٍ، هذا يعني أننا نتخلى عن كل ضعف فينا لكي نستطيع مشاهدة أبواب أخرى تنقلنا لحياة أفضل وأجمل... يتبع،،